Pages

بسم الله الرحمان الرحيم



بسم الله الرحمان الرحيم

مرحبا بكم

Meditations

Mar 28, 2023

الْوَاجِبُ عَلَى مَنْ عَزَمَ عَلَى فِعْلِ أَمْرٍ مَا:

 *  


• - قال الإمام ابن القيِّم رحمه الله تبارك و تعالى - :


• - وَالْعَبْدُ إذَا عَزَمَ عَلَى فِعْلِ أَمْرٍ فَعَلَيْهِ أَنْ يَعْلَمَ أَوَّلًا هَلْ هُوَ طَاعَةٌ لِلَّهِ أَمْ لَا ؟ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ طَاعَةٌ فَلَا يَفْعَلُهُ إلَّا أَنْ يَكُونَ مُبَاحًا يَسْتَعِينُ بِهِ عَلَى الطَّاعَةِ ، وَحِينَئِذٍ يَصِيرُ طَاعَةً ، فَإِذَا بَانَ لَهُ أَنَّهُ طَاعَةٌ فَلَا يُقْدِمُ عَلَيْهِ حَتَّى يَنْظُرَ هَلْ هُوَ مُعَانٌ عَلَيْهِ أَمْ لَا ؟ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ مُعَانًا عَلَيْهِ فَلَا يُقْدِمُ عَلَيْهِ فَيُذِلَّ نَفْسَهُ ، وَإِنْ كَانَ مُعَانًا عَلَيْهِ بَقِيَ عَلَيْهِ نَظَرٌ آخَرُ ، وَهُوَ أَنْ يَأْتِيَهُ مِنْ بَابِهِ ؛ فَإِنْ أَتَاهُ مِنْ غَيْرِ بَابِهِ أَضَاعَهُ أَوْ فَرَّطَ فِيهِ أَوْ أَفْسَدَ مِنْهُ شَيْئًا ؛ فَهَذِهِ الْأُمُورُ الثَّلَاثَةُ أَصْلُ سَعَادَةِ الْعَبْدِ وَفَلَاحِهِ ، وَهِيَ مَعْنَى قَوْلِ الْعَبْدِ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}، {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}


• - فَأَسْعَدُ الْخَلْقِ أَهْلُ الْعِبَادَةِ وَالِاسْتِعَانَةِ وَالْهِدَايَةِ إلَى الْمَطْلُوبِ ، وَأَشْقَاهُمْ مَنْ عُدِمَ الْأُمُورَ الثَّلَاثَةَ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ لَهُ نَصِيبٌ مِنْ { إِيَّاكَ نَعْبُدُ } ، وَنَصِيبُهُ مِنْ { وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } ، مَعْدُومٌ أَوْ ضَعِيفٌ ؛ فَهَذَا مَخْذُولٌ مُهِينٌ مَحْزُونٌ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ نَصِيبُهُ مِنْ { وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } ، قَوِيًّا وَنَصِيبُهُ مِنْ { إِيَّاكَ نَعْبُدُ } ، ضَعِيفًا أَوْ مَفْقُودًا ؛ فَهَذَا لَهُ نُفُوذٌ وَتَسَلُّطٌ وَقُوَّةٌ ، وَلَكِنْ لَا عَاقِبَةَ لَهُ ، بَلْ عَاقِبَتُهُ أَسْوَأُ عَاقِبَةً ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ لَهُ نَصِيبٌ مِنْ { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } ، وَلَكِنْ نَصِيبُهُ مِنْ الْهِدَايَةِ إلَى الْمَقْصُودِ ضَعِيفٌ جِدًّا ، كَحَالِ كَثِيرٍ مِنْ الْعِبَادِ وَالزُّهَّادِ الَّذِينَ قَلَّ عِلْمُهُمْ بِحَقَائِقِ مَا بَعَثَ اللَّهُ بِهِ رَسُولَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ الْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ .


📚إعلام الموقّعين (١٢٣/٢)

No comments: