Pages

بسم الله الرحمان الرحيم



بسم الله الرحمان الرحيم

مرحبا بكم

Meditations

Sep 13, 2014

من يطوي خيام "الحداثة" في تونس، أدعياؤها أم ضحاياها؟:


======== ======== ======== ======== ========

اصرار أدعياء الحداثة في تونس على "حملة استبعاد الشريعة" والتشهير بكل متحدث باسمها، شبيه باصرار "الاعلام" الامبريالي الغرباوي على استعمال عبارة "تنظيم الدولة "الاسلامية" في توصيف داعش.
قد نفهم جيدا مرامي منابر الدعاية الغرباوية كون معركتها مع الاسلام هو أحد مظاهر معركة الوجود التي تخوضها ضد المشروع الكوني الذي تهفو اليه الانسانية، كوسموسياسي مشترك على قاعدة حداثة مغايرة تضع حدا لكل سند معرفي يكون في خدمة امبرالية اغتيال الكيانات السياسية والمقدرات الاقتصادية والتنوع الثقافي للأمم والشعوب المضطهدة،
لكننا لا نفهم درجة الجهل بنواميس وقوانين التاريخ الحضاري، الذي يعانيه كمبرادورهم الثقافي والأكاديمي في ديارنا، الذين لا يعون طبيعة العلاقة العضوية بين الاسلام نصوصا وتجربة تاريخية بالتاريخ السياسي والثقافي لتونس بلدا وشعبا،
مما يجعل المسألة الدينية في حساباتهم مجرّد طقوس تعبدية يتوجّب الاحتفاظ بها حقوقا فردية في الفضاء الحميمي الخاص بأصحابها، وترك المجال العام لرؤى قيل أنها "وضعية عَلمانية محايدة"،
والحال أنّ الفتوحات المعرفية التي تـُحدثها الابستيمولوجيات السياقية لمعارك تفكيك الكولونيالية تكشف أنها مجرد تمركز ثقافي غرباوي صليبي مخاتل،
وعليه نقول للمتمسّكين بخيارات السيادة الوطنية والثقافة الوطنية وعي ما يلي نصّه:
كل استبعاد للاسلام في معركة البناء الحداثي الوطني هو استدعاء لمقاومة أصحابه وان صدقوا،
استحقوا ذلك يوم أسقطوا شروط التطور، "الانطلاق من الواقع كما هو"، عوضا عن الانطلاق من استيهامات مثالية لا تعشّش الاّ في رؤوس أصحابها.
أما معركة التخلّص من سلطة الماضي التتريثي المغترب عن زمانه، لصالح حاضر تحديثي يرى هويته في المستقبل لا في استيهات الماضي المتخيّل المستعاد في مظاهر مرعبة، فهي معركة حقيقية وراهنية، شريطة وعي شروطها كما أفصحت عنها تجارب التحديث الظافر شرقا وغربا،
(استرداد الوجود الكياني، تنمية لغة الناس أداة للتنمية، النقد الجذري المنتمي للماضي عوضا عن النقد المنبتّ)،
لأن الثقافة تصبح آخر أركان المقاومة لدى الشهود المقهورة في حال الهيمنة على الكيان الوطني وجودا ومقدّرات اقتصادية وقرارا سياديا.
ـــــــــــــــــ شتّان بين من نذر نفسه لدعوة تحديث، ومن هو مكلّف بدعاية حداثية تخون ديكارت بمجرد مغادرة أسوار المتروبول الغرباوي.
هذا خطاب حداثة ديكولونيالية مغايرة، متجاوزة للتمركز الثقافي الاثني الغرباوي الشوفيني، لكنها في عيون الكمبرادور الثقافي اللبرلجي والستالينجي الغولاغي في ربوعنا، مجرّد "تخاريف نهضوية سلفية متنكرة".
أما أنا فأقول، انّ هؤلاء السكولائيين المبتذلين هم الوجه الآخر لداعش، لا حرفة لهم الاّ الارهاب اللغوي، في غيبة الارهاب الجسدي.
طائفتان اختلفتا فاتفقتا، احداهما مغتربة في الزمان وأخرى مغتربة في المكان، كلاهما يلغي العقل أداة التحديث والاكتفاء بالنقل أداة للتتريث.

======== ======== ======== ======== ========

- الأمين البوعزيزي -





أبحاث الأمين البوعزيزي تجدونها على صفحته الخاصة بشبكة التواصل الإجتماعي
(https://www.facebook.com/lamine.albouazizi)

_________________________________________________________________________________

شكري عمري chokriomri@gmail.com chokri omri
_________________________________________________________________________________

No comments: