Pages

بسم الله الرحمان الرحيم



بسم الله الرحمان الرحيم

مرحبا بكم

Meditations

Sep 13, 2014

لماذا أطلقت النصرة جنود الأمم المتحدة؟ دروس منها ونفي أكاذيب حولها


_____________________________________________


في طريقها إلى تحرير القنيطرة احتاجت جبهة النصرة المرور بنقطة المستشفى التابع للأمم المتحدة، فطلب أحد أطباء النصرة مع جنود هيئة الأمم السماح لهم بالمرور على ألا تتعرض النصرة لهم بأذى.
سمح الجنود وتم تحرير القنيطرة، لكن جنود النصرة أسروا جنود هيئة الأمم.
عندما علم الطبيب بذلك أخبر المسؤول الشرعي العام للجبهة (د. سامي العريدي) بأنه كان قد أمَّن جنود هيئة الأمم. فاستفتى د. سامي عددا من أهل العلم منهم الشيخ أبو محمد المقدسي، فأفتاهم بأن ما فعله الطبيب أمان يجب أن يلتزم به.
كانت النصرة تتمنى الإبقاء على الجنود محتجزين ريثما تتبين تداعيات إدراجها تحت البند السابع الذي يتيح حصارها ومحاربتها من هيئة الأمم، وكانت تتمنى مبادلتهم بالأسرى والأسيرات في سجون النظام السوري، وكانت تتمنى المقايضة بهم ليتم إدخال الطعام إلى المناطق المحاصرة في سوريا.
لكن عندما رفع المسؤول الشرعي الأمر إلى أبي محمد الجولاني أمير النصرة وأخبره بوجوب إطلاق الجنود بلا شرط عملا بالأمان المعطى لهم قال الجولاني: سمعنا وأطعنا. وتم إطلاقهم.

شكل من أشكال الانقياد الصادق لشرع الله تعالى –فيما نحسبهم- ولو خالف الرغبات والتمنيات، حتى الرغبة في خدمة الدين بإطعام المحاصرين وإطلاق الأسرى.

عملت النصرة في ذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (المؤمنون تتكافأُ دماؤُهم، ويسعى بذمَّتِهم أدناهم، وهم يدٌ على من سِواهم). فلو أن امرأة غير محاربة أمَّنَت كافرا محاربا لوجب على المسلمين الوفاء بذمتها.

موقف يذكرنا بالحديث الذي أخرجه مسلم عن حذيفة بن اليمان أنه قال:
(ما معني أن أشهدَ بدرًا إلا أني خرجتُ أنا وأبي حسيلٌ . قال: فأخذنا كفارُ قريشٍ . قالوا: إنكم تريدون محمدًا؟ (يعني الهجرة إليه) فقلنا : (ما نريدُه. ما نريدُ إلا المدينةَ). فأخذوا منا عهدَ اللهِ وميثاقَه لننصرفنَّ إلى المدينةِ ولا نُقاتلُ معَه (أي مع النبي). فأتينا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فأخبرناهُ الخبرَ. فقال (انصرفا. نَفِي بعهدِهم، ونستعينُ اللهَ عليهم).

الله أكبر! هؤلاء كفار محاربون، ومع ذلك يأمر نبينا صلى الله عليه وسلم حذيفة ووالده بوفاء العهد لهم، وما يفوت من معونتهما للمسلمين في القتال فإن الله يعوض المسلمين خيرا.

ذكرت في كلمة (الفرق المهم بين تطبيق الحدود و"تطبيق" الشريعة) أنه لا ينبغي الخلط بينهما، فقد يقود المسلمين اجتهادُهم إلى أنه لا يشرع لهم تطبيق الحد في حالة ما لغياب الإمام والتمكين، ويكونون مع ذلك مقيمين للشريعة لأنهم ما بنوا مواقفهم إلا عليها واستدلالا بنصوصها.
موقف كهذا يدل على الصدق في إقامة الشريعة فيما نحسبهم.

تعلم النصرة أن القوى الغربية لن تحفظ الجميل، وتعلم أن الحرب المعلنة على "الإرهاب" قد تطال النصرة في أول من تطالهم! وكان بإمكانها أن تتخذ هؤلاء الجنود درعا بشريا من الهجمات المنتظرة لتحمي نفسها. لكنها في النهاية تفعل ما تراه أمر ربها عز وجل، بغض النظر عن أخلاق عدوها.

عام 2001، كانت الطالبان قد أسرت موظفين تظاهروا بأنهم موظفوا إغاثة تبين أن مهمتهم تشكيك المسلمين الأفغان في دينهم مستغلين فقرهم وحاجتهم. عندما بدأت الضربات الأمريكية على أفغانستان، أطلقت الطالبان هؤلاء الموظفين وأوصلتهم إلى مكان آمن.
أتذكر تماما يومها كيف نشرت وسائل التجهيل (الإعلام) الأمريكية الخبر على النحو الآتي:
(The relief workers saved)
أي: (موظفوا الإغاثة أُنقذوا)...هكذا بالمبني للمجهول...وقالت في تفاصيل الخبر أن الطائرات الأمريكية التقطتهم...دون أي ذكر لإطلاق الطالبان لهم!

كذلك تحاول بعض وسائل الإعلام الآن التعمية عن جميل فعل النصرة بادعاءات باطلة. من هذه الادعاءات الباطلة: أن النصرة طلبت مبلغا من المال مقابل الجنود! وأنها أطقتهم بوساطة قطرية! وأنها طلبت حذفها من البند السابع مقابل إطلاقهم (ولن نعلق هنا على مشروعية أو عدم مشروعية هذا الطلب). وهي أمور نفتها النصرة جميعا.
اللهم وفق لما تحب وترضى كل من عمل على إعلاء كلمتك ونصرة المستضعفين من المسلمين.

____________________________________________________________


الدكتور إياد قنيبى
الصفحة الرسمية
https://www.facebook.com/eyadqunaibi/photos/a.1414728445422520.1073741826.1409472375948127/1568500830045280/?type=1&theater

________________________________________________________________________________

إعادة نشر: شكري عمري
________________chokriomri@gmail.com____________________________________________

No comments: