Pages

بسم الله الرحمان الرحيم



بسم الله الرحمان الرحيم

مرحبا بكم

Meditations

Feb 22, 2016

كان لنا.. حنين




أماه.. ليتك تسمعين
لا شيء يا أمي هنا يدري حكايا.. الحائرين
كم عشت بعدك شاحب الأعماق مرتجف الجبين
والحب في الطرقات مهزوم على زمن حزين
* * *
بيني وبينك جد في عمري جديد
أحببت يا أمي.. شعرت بأن قلبي كالوليد
واليوم من عمري يساوي الآن ما قد كان
من زمني البعيد
وجهي تغير
لم يعد يخشى تجاعيد السنين
والقلب بالأمل الجديد فراشة
صارت تطوف مع الأماني تارة
وتذوب.. في دنيا الحنين
والحب يا أمي هنا
شيء غريب في دروب الحائرين
وأنا أخاف الحاسدين
قد عشت بعدك كالطيور بلا رفيق
وشدوت أحزان الحياة قصيدة..
وجعلت من شعري الصديق
قلبي تعلم في مدينتنا السكون
والناس حولي نائمون
لا شيء نعرف مالذي قد كان يوما أو يكون!!
لم يبق في الأرض الحزينة غير أشباح الجنون
* * *
أماه يوما.. قد مضيت
وكان قلبي كالزهور
وغدوت بعدك اجمع الأحلام من بين الصخور
في كل حلم كنت أفقد بعض أيامي وأغتال الشعور
حتى غدا قلبي مع الأيام شيئا.. من صخور!!
يوما جلست إليك ألتمس الأمان
قد كان صدرك كل ما عانقت في دنيا الحنان
وحكيت أحوال ويأس العمر في زمن الهوان
وضحكت يوما عندما
همست عيونك.. بالكلام
قد قلت أني سوف أشدو للهوى أحلة كلام
وبأنني سأدور في الأفاق أبحث عن حبيب
وأظل أرحل في سماء العشق كالطير الغريب
عشرون عاما
منذ أن صافحت قلبك ذات يوم في الصباح
ومضيت عنك وبين أعماق تعانقت الجراح
جربت يا أمي زمان الحب عاشرت الحنين
وسلكت درب الحزن من عمري سنين
لكن شيئا ظل في قلبي يثور.. ويستكين
حتى رأيت القلب يرقص في رياض العاشقين
وعرفت يا أمي رفيق الدرب بين السائرين
عينان يا أمي يذوب القلب في شطآنها
أمل ترنم في حياتي مثلما يأتي الربيع
ذابت جراح العمر وانتحر الصقيع..
* * *
أحببت يا أمي وصار العمر عندي كالنهار
كم عشت أبحث بعد فرقتنا على هذا النهار
في الحزن بين الناس في الأعماق
خلف الليل في صمت البحار
ووجدتها كالنور تسبح في ظلام فانتفض النهار
* * *
ما زلت يا أمي أخاف الحزن
أن يستل سيفا في الظلام
وأرى دماء العمر
تبكي حظها وسط الزحام
فلتذكريني كلما
همست عيونك بالدعاء
ألا يعود العمر مني للوراء
ألا أرى قلبي مع الأشياء شيئا.. من شقاء
وأضيع في الزمن الحزين
وأعود أبحث عن رفيق العمر بين العاشقين
وأقول.. كان الحب يوما
كانت الأشواق
كان.....
كان لنا حنين



( فاروق جويدة )

لو ترجعين






ما عدت أعرف
أين أنت الآن يا قدري
وفي أي الحدائق تزهرين

في أي ركن في فضاء الكون
صرت تحلقين
في أي لؤلؤة سكنت
بأي بحر تسبحين
في أي أرض
بين أحداق الجداول تنبتين
أي الضلوع قد إحتوتك
وأي قلب بعد قلبي تسكنين
* * *
ما زلت أنظر فى عيون الشمس
علك فى ضياها تشرقين
و أطل للبدر الحزين لعلنى
ألقاك بين السحب يوما تعبرين ..
ليل من الشك الطويل أحاطنى
حتى أطل الفجر فى عينيك نهرا من يقين
أهفو إلى عينيك ساعات
فيبدو قيهما
قيد ... و عاصفة ... وعصفور سجين ...
أنا لم أزل فوق الشواطىء
أرقب الأمواج أحيانا
يراودنى حنين العاشقين ...

* * *
فى موكب الأحلام ألمح ما تبقى
من رماد عهودنا ...
فأراك فى أشلائها تترنحين ...
لم يبق منك
سوى إرتعاشة لحظة
ذابت على وجه السنين
لم يبق من صمت الحقائب
و الكئوس الفارغات سوى الأنين ...
لم يبق من ضوء النوافذ
غير أطياف تعانق لهفتى
وتعيد ذكرى الراحلين ...
مازلت أسأل ما الذى
جعل الفراشة تشعل النيران
فى الغصن الوديع المستكين ...
ما زلت أسأل ما الذى
جعل الطيور تفر من أوكارها
وسط الظلام ...
و ترتمى فى الطين ...

* * *
ما عدت أعرف
أين أنت الآن يا قدري
إلى أى المدائن ترحلين
أنى أراك
على جبين الموج ...
فى صخب النوارس تلعبين ...
و أرى على الأفق البعيد
جناحك المنقوش من عمري
يحلق فوق أشرعة الحنين
و أراك فى صمت الخريف
شجيرة خضراء ...
فى صحراء عمرى تكبرين
و يظل شعري
فى عيون الناس أحداقا
و فى جنبي سرا لا يبين ...
لم يبق من صوت النوارس
غير أصداء تبعثرها الرياح فتنزوي
أسفا على الماضى الحزين ...
أنا لم أزل بين النوارس
أرقب الليل الطويل
أشتهى ضوء السفين
ما زلت أنتظر النوارس
كلما عادت مواكبها
و راحت تنثر الفراح فوق العائدين ...

* * *
ما عدت أعرف
أين أنت الآن يا قدري
وفى أى الأماكن تسهرين ...
العالم يهرب من يدى ...
ما زال يجرى فى الشوارع
فى زحام الناس منكسر الجبين
طفل على الطرقات
مغسول بلون الحب
فى زمن ضنين ...
قد ظل يسأل عنك كل دقيقة
عند الوداع .. و أنت لا تدرين
بالأمس خبأنى قليلا فى يديه ...
و قال .. فى صوت حزين ..
لو ترجعين ...
لو ترجعين ...
لو ترجعين ...    


فاروق_جويدة


Feb 16, 2016

الصلاة


دعك من الندم و الحسرة على ما فات يا أخي. وحده القرب من الله سبحانه سيخلصنا من فتنة الدنيا و أهوالها. الصلاة هي سبيلنا الوحيد لرد الأذى عن أنفسنا و أهلينا. لا خير فينا إن تركناها و نحن نعلم أنها في كل يوم توقظنا و تنادينا لتطهرنا و تبشرنا بالفلاح. هي لا فقط تعرفنا بأنفسنا و تقربنا من خالقنا بل وبرحمة منه سبحانه و تكريما لعباده الموحدين تهدينا نعيم الحياة في جنة الدنيا. دعك إذن من القلق و أنت تعرف أنك ما خلقت حرا حتى تستعبدك الدنيا

شكري عمري

Feb 6, 2016

مواقيت لأحزان سبأ





-1-
أصعِد شجونك، كي ترى بلداً يمر وخلفه الآهات. إصعد، كي ترى هذا المسمى الوقت ملقىً في العراء، ترى امتداد الأرض مرآة محطمة. وحزنك والمدى خطان مؤتلفان ليس سواك إلا المسند الملقى على حجرٍ يكلم نفسه. يا أنت يا هذا المكلم نفسه، ضاقت بنا الأسفار، والطرقات قوسْ ضيقْ، والروح تجرح في الدروب إذا تضيق، وكلما ملنا إلى شجنٍ يفاجئنا سواه. فمن سيقرأ حزننا المنسي، من نقش بأقصى حضرموت إلى جبال في السراة. وهل سنصعد سلم الأشجان من نقشٍ على حجر، إلى جبلٍ، إلى أفقٍ يطل، لكي نرى بلداً يمر وخلفه الآهات. آهْ. بعد آهٍ. بعد آه.
-2-
بعصا النقوش ومئزر السبئي، سوف ترى من الأشياء دهشتها وغيرك لايرى إلا هواه. وأنت من قلق الشجون، إلى التأمل في خبايا الوقت. كيف بكت بلادْ باعدت أسفارها، وتوزعت تعباً على شجر المواجع.. كيف خبأت الأماني في جناح الطير والسدر القليل. ومسند في الروح والأحجار، كيف تصعدت أشجانه من خلف أسراب المواسم كالدعاء. كأن هذا النقش مسرى الكائنات إلى مرايا الأرض. باب الكون يفتح بالتأمل والغناء فهل سنصعد سلمٍ الأشجان من خمط إلى أثلٍ إلى سدر قليلٍ كي نرى بلداً يمر وخلفه الآهات آهْ بعد آهٍ بعد آه.
-3-
يا أنت، خلفك وهم عرش الماء، أسفارْ مباعدةْ وحلمْ غامضْ. بلدْ يفر بما تبقى منه. خلفك هدهدْ بالٍ يحط على جدار القلب. خلفك ما تبقى منك حزنْ مشمس في نصف قوس الأرض.. فاصعد ربما تتساقط الأسفار منهكة وتخرجنا خطانا.. ربما تتبدل الآيات أو نبكي ونجمع ما تبقى من حطام الشمس والأحجار والسدر القليل لكي نسميها بلاداً.. ليس في دمنا سواها. مسند الأحلام والعرم العجوز. كأنها والروح نقشْ في سماء الغيب. فاصعد سلم الاشجان من أسفارك الدنيا، إلى ما يشبه الأحلام، سوف ترى بلاداً خلفها الآهات. آهْ. بعد آهٍ. بعد آه.
-4-
يا أنت، روحك ملتقى طرق الأسى وقوافل الهذيان. روحك صار مجرى الريح. فانزع قشرة الأسماء. قوسك في كثيف الحزن من عظم اللغات. وأي سهمٍ غير هذا القلب يبدو خادعاً. يا أنت صبرك واسعْ والأرض لا تؤويك. سوف ترى فضاء نادراً وتخوض خوفاً في قديم الماء، أوله أجاجْ مالحْ. والوهم أسبابْ. لو أنك في جناح الطير كنت ترى خرائب غامض الرؤيا وآي الريح. فاصعد، ربما تتبدل الآيات. نمل الأرض خلفك صاعدْ. سترى وتُبكي من يراك وأنت تجمع ما تسقط من كلام الطير عن بلدٍ يمر وخلفه الآهات. آهْ. بعد آهٍ. بعد آه..

-5-
يا أنت ياهذا المدثر نفسه بتراب ذاكرةٍ لجنات من الأعناب، بالموت المؤجل، بالكثيف من البصيرة، بالدموع قواقع الأحلام، بالأرض التي نقصت قليلاً عن جناح بعوضةٍ تفنى، بكفك وهي تخرج من شقوق الماء ظامئة إلى ما لا تلامسه اللغات، بحسن هذا المسند الملقى على حجر الذهول، بظل سيل اسمه العرم العجوز، بقوس روحك وهي تبكي في تشهدها الأخير ألا ترى لغتي مشققة وحزني واضحاً. ؟وأنا الوحيد تكاثرت ضدي السيول (كأنني غرض الرماة).
ولست أول من رأي شجر الخطيئة من يخبىء شكه لتضيق في الدنيا مخيلة الطيور. أنا فضاءْ نادر. تعبت شجوني في تصعدها إليك، وقلبي المحزون يشبه حبة الذرة الصغيرة وهي تسقط في الصقيل من السكون.

-6-
لكأن حلمك مقبلْ، فاسرع وناوله عصاك، وخذ كثيراً من رماد القلب وانثره على شجر الخوارق. وبما تتجنب الأقدار قبل وقوعها. وترى ابتداء الخلق في غيبوبة للمسند الملقى على شجنٍ يقوم كأنه الصلصال.. انفخ بعض روحك فيه. سوف ترى بأنك قاب قوسٍ واحدٍ من شوكة المعنى التي ما مسها بشرْ سواك.. فهل ستكتم ما ترى، وتظن إثماً أن لا عيناً تراك، وأنت تطوي خرقة الرؤيا وتخرج كل هذا البرق من جمر الكلام، وتمسك الخيط الأخير من السماء، لكي ترى بجوارحٍ أخرى بلاداً تشبه الفردوس ظنك آثم فالطير لا وطنْ له إلا الغناء.
-7-
يا أنت لا وطن سوى هذا المسمى في كتاب الأرض: وقع الدهشة الأولى. المسمى في مزاج الروح: حالات الحلول وبابها الأبهى. المسمى في بنان الغيب: فص الخاتم المسحور.. فاصعد، ربما تتبدل الآيات، أو نبكي ونرسم آهة الحناء في أقصى خطوط القلب! كفك متعبْ، والحلم آهاتْ من البلور بعثرها الأسى، والريح غاضبةْ عليك. فكيف تجمع ما تساقط من فتات العمر.
كفك متعب ، وعصاك أقصر من ذراع البحر.. كيف تشقه نصفين، كي تمضي إلى بلدٍ يمر وخلفه الآهات. آهْ. بعد آهٍ. بعد آه.

أحمد العواضي

صنعاء / يوليو 1996