Pages

بسم الله الرحمان الرحيم



بسم الله الرحمان الرحيم

مرحبا بكم

Meditations

Oct 21, 2014

(قل أروني الذين ألحقتم به شركاء)



_____________________________________________________

الذين ينازعون الله حق التشريع، فيحلون ما حرم الله بجعله محميا بقوة القانون ويعاقبون من حاول إزالته، ويحرمون ما أمرالله به فيعاقبون بالقانون مَن فعله،
وهم يسمعون قوله تعالى


(ألا له الخلق والأمر)


فكما خلق فهو صاحب الحق وحده في التشريع

هؤلاء أتذكرهم كلما قرأت قوله تعالى

(قل أروني الذين ألحقتم به شركاء)...


أخرجوهم لي يا من تؤيدونهم وتقدسونهم وأظهروا لي "عظمتهم"

أتصور نفسي مع أحد هؤلاء المؤيدين للمشرعين والمجادلين عنهم أقول له: (أرني الذي رضيت بتشريعه من دون الله)...فيرد علي: "معلش، دخل الحمام، شوية ويطلع" أو "أصابته انفلونزا اليوم ولم يأت"...أتصور وضع هذا المؤيد "زي الزفت" وهو يُسأل هذا السؤال، لا يقل حرجا عن أبي جهل لو وجه له هذا السؤال فأخذ السائل إلى حجر "هُبل" أو حجر "عُزَّى" الأصم الأبكم

فيأتي الجواب الرباني في تتمة الآية

(كلا بل هو الله العزيز الحكيم (27) ) (سورة سبأ)

فحسبكمُ هذا التفاوت بيننا

(الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله

______________________________________________________

الشيخ الدكتور القنيبي

طمنو ستي ام عطا -

مقطع من قصيدة / جداتنا / + قصيدة ستي أم عطا


__________________________

و يا جدتي أنتي طيبة لكنك لست ملاكا و فيك من الخبث قدر مليح 

Oct 19, 2014

الاردن "يمهد" لارسال "قوات خاصة" لقتال "الدولة الاسلامية"/ عبد الباري عطوان







الاردن "يمهد" لارسال "قوات خاصة" لقتال "الدولة الاسلامية" ان لم يكن ارسلها فعلا.. فما هو حجم المخاطرة؟ وما هي انعكاساتها على الجبهة الداخلية؟ وما هو المقابل السياسي والمادي؟
_______________________________________________________
بعد اكثر من شهرين من القصف لمواقع "الدولة الاسلامية" سواء داخل الاراضي السورية لمنع قواتها من الاستيلاء على مدينة عين العرب (كوباني) شمال سورية او في مناطق عراقية في هيث والرمادي وتكريت وحديثه وغلاف بغداد، بات واضحا ان هذه المهمة التي تشارك فيها طائرات عدة دول، سواء بشكل مباشر او غير مباشر لم تحقق الا نجاح محدود للغاية، بات الحديث عن تدخل بري جنبا الى جنب مع التدخل الجوي يتصاعد خاصة في الاوساط الامريكية ويجد اصداء ملحوظة في المنطقة العربية.
في هذا الاطار يمكن اخذ تصريحات السيد خالد الكلالدة وزير الشؤون السياسية والبرلمانية في الحكومة الاردنية التي ادلى بها قبل ثلاثة ايام وقال فيها صراحة ان بلاده بصدد ارسال قوات ارضية لمحاربة قوات "الدولة الاسلامية" دون ان يعطي المزيد من التفاصيل في هذا الخصوص.
الطريقة الاردنية المتبعة في التمهيد لادوار عسكرية هنا وهناك تأتي دائما خجولة، وعلى لسان وزراء لا يتولون حقائب سياسية، الهدف منها اطلاق بالونات اختبار لقياس ردود فعل الرأي العام، واحيانا بهدف "تطبيع" او تعويد" المواطنين الاردنيين على هذا النوع من الخطوات التي تجد معارضة قوية في اوساطهم، ويجب اخذ تصريحات الوزير الكلالدة في هذا الاطار حتى نستطيع ان نستقرأ الخطوة او الخطوات المقبلة.
***
لنكن اكثر صراحة ووضوحا في تناول امرين اساسيين يتعلقان بهذه المسألة: الاول ان الاردن لا يستطيع مخالفة اي طلب امريكي بارسال قواته الارضية للقتال على جبهات وفي مهمات تحدد له، فقد ارسل قوات اردنية تحت جنح الظلام للقتال الى جانب القوات الامريكية اثناء احتلال العراق عام 2003، بل ان القوات الامريكية التي دخلت بغداد انطلقت من الاراضي الاردنية، مثلما ارسلت قوات الى ليبيا كانت على رأس حربه في احتلال طرابلس واقتحام قاعدة العزيزية حيث مقر القيادة العسكرية للعقيد الليبي معمر القذافي، مثلما بادر بارسال قوات الى البحرين للمساندة في قمع الانتفاضة الشعبية التي جارت نظيراتها في دول عربية عديدة عام 2011 تحت عنوان ما اطلق عليه في حينها ثورات "الربيع العربي"، ولم يصدر اي اعلان رسمي حول هذه المشاركات، وجرى ابعاد الصحافة عن اي خوض فيها وطبيعتها.
اما الامر الثاني فيتعلق بالدور الوظيفي للاردن في القيام بأدوار عسكرية وسياسية بايعاز امريكي والحاح عربي، مقابل مساعدات مالية، فالاردن لا يملك ذهبا ولا نفطا، وموارده المالية شحيحة وعوائد السياحة تتناقص، وتتضخم ديونه العامة في المقابل، وهناك من يقدرها 25 مليار دولار في ظل عجز مزمن في الميزانية السنوية يصل الى ملياري دولار، والدعم المالي الخليجي يتراجع ويضمحل.
الاردن ارسل طائرات شاركت بقصف مواقع "الدولة الاسلامية" في سورية جنبا الى جنب مع طائرات امريكية وسعودية واماراتية، ولكنها تظل خطوة رمزية لان طائرات السلاح الجوي الاردني قديمة، ومعظمها انتهت صلاحيتها القتالية بالمقارنة مع نظيراتها الخليجية والغربية الاخرى، ولكن شهرة المؤسسة العسكرية الاردنية لم تكن قائمة على اسراب طائراتها الحربية وقواتها الجوية، وانما على قواتها الارضية المدربة تدريبا جيدا على اعمال الاقتحام.
العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني يتباهى امام زواره الخلص بأنه اسس، عندما كان في القوات المسلحة الاردنية، وقبل ان يتولى العرش فجأة اثر وفاة والده، وحدات قتالية يطلق عليها اسم "قوات النخبة الخاصة"، وتعتبر الاكثر ولاء له، والاشرس في العمليات القتالية، ويتم اختيار عناصرها بطريقة صارمة، ووفق معايير دقيقة تضمن تنفيذ الاوامر القيادية بشجاعة وتفان دون تردد، ولم يكن من قبيل الصدفة، وبسبب نجاح هذه القوات، ان تتم محاكاتها من قبل عدة دول عربية، بل والطلب من قيادتها تدريب قوات مماثلة، وابرز العناوين في هذا المضمار قوات الامن الفلسطينية في الضفة الغربية، ولاحقا قوات معارضة سورية.
اي مهمة قادمة للقوات الخاصة الاردنية في سورية والعراق قد تتلخص في عمليات التفافية خلف خطوط "العدو" وهو في هذه الحالة قوات "الدولة الاسلامية"، وهذه مهمة خطرة بكل المقاييس لان هذه القوات (الدولة) مدربة تدريبا جيدا، وقياداتها عملت تحت لواء الجيش العراقي السابق ووحداته الخاصة التي اسسها الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، بمعنى آخر، ان كفاءتها القتالية لا تقل عن نظيراتها في الاردن ودول عربية اخرى، ان لم تكن تفوقها، علاوة على نزعتها الايمانية الاسلامية القوية وتسليحها الجيد (حصلت عليه من مخازن الجيش العراقي)، وفوق هذا وذاك يتطلع افرادها للشهادة فأقصر الطرق الى الجنة.
الاردن، وباختصار شديد، يقدم على "مقامرة" محفوفة بالمخاطر، لان قطاعا عريضا من رأيه العام يعارض مثل هذا التدخل، ليس من منطلق التعاطف مع "الدولة الاسلامية" باعتبارها وريثة تنظيم التوحيد والجهاد الذي اسسه ابو مصعب الزرقاوي الجهادي الذي يحظى بشعبية كبيرة في الاردن، وتقاتل باسم "السنة"، وانما ايضا من منطلق الكراهية لامريكا والغرب والشكوك في نواياهما، وكل خطوة يقدمان عليها باعتبارها تخدم في نهاية المطاف اسرائيل وتمزيق الامة العربية، فالكثيرون في الاردن لا ينظرون الى "الدولة الاسلامية" كمنظمة ارهابية، ويعتقدون انه طالما انها مستهدفة امريكيا وغربيا وتشكل خطرا على مصالحها فانها ليست ارهابية.
شيوخ الجهاد في الاردن مثل الشيخ ابو محمد المقدسي لم يستمع الى التحذيرات الرسمية التي جاءت اليه من جهاز المخابرات الاردني في مواجهة مباشرة، بعد استدعائه الى مقره في عمان، بعد التحريض من قبله ضد التحالف الامريكي، على موقعه على "التويتر"، وواصل توصيف هذا التحالف بـ"الصليبي" والدول المشاركة فيه بـ"دول الردة"، الامر الذي خلق مزاجا عاما مغايرا لما تريده الدولة، وقد يفسد عليها مشاركتها في الحرب، وهي حرب ستطول، وسيسقط فيها جنود قتلى من كل الجنسيات المشاركة حتما، والقوات الاردنية لن تكون استثناء، فاذا كان ليون بانيتا وزير الدفاع الامريكي الاسبق يؤكد ان هذه الحرب ضد "الدولة الاسلامية"، وفي كتاب جديد صدر له، ستستمر ثلاثين عاما على الاقل، فهل يستطيع الاردن تحمل تبعات ذلك، ويواصل تقديم التضحيات، وربما الكثير من القتلى والجرحى طوال هذه المدة؟
***
زرت الاردن قبل شهر تقريبا، والتقيت الكثير من القيادات الدينية المؤيدة للجماعات الجهادية، وتنظيمي "الدولة الاسلامية" و"النصرة"، مثلما التقيت بالمعارضين الشرسين لهما، والانطباع الذي خرجت به من هذه اللقاءات ان اعداد الجهاديين الاردنيين في العراق وسورية اكثر من الفي مقاتل على الاقل وهو في تصاعد مستمر، وعلينا ان نتذكر جيدا ان الاردن يحاذي جبهتي القتال الملتهبة حاليا، وقوات الدولة والنصرة معا تقف على بعد بضعة كيلومترات من حدوده، والاهم من ذلك ان قتال القوات الامريكية والمتحالفة معها يأتي على قدم المساواة مع قتال قوات الجيش السوري ان لم يكن اكثر اولوية بالنسبة اليهما، ومن يتابع حسابات قادة الجهاديين على مواقع التواصل الاجتماعي، بأسماء صريحة او مستعارة، يدرك هذه الحقيقة جيدا.
لا نعرف متى سترسل المؤسسة السياسية الاردنية "قواتها الخاصة" الى جبهات القتال، وقد تكون ارسلت فعلا، وتقاتل حاليا في عين العرب او الفلوجة، ولكن ما نعرفه ان هذه الخطوة ستكون محفوفة بالمخاطر لما لها من انعكاسات على الجبهة الداخلية الاردنية وتماسكها مع وضعنا في عين الاعتبار قوة وصلابة وخبرة اجهزة الامن الاردنية، فقوة هذه الاجهزة داخليا شيء، وقدراتها في الخارج، وفي جبهات بعيدة وارض غير صديقة شيء آخر مختلف تماما.
الاردن يلعب بالنار، ولكنها نار مختلفة هذه المرة وتزداد لهيبا وقد تحرق طرف ثوبه، او معظمه، والامريكان كعادتهم دائما يهربون من المنطقة اذا وجدوا ان الخسارة كبيرة او وشيكة، هكذا فعلوا في الصومال والعراق وقريبا في افغانستان، وهكذا سيفعلون في سورية، والمأمول ان تدرك القيادة الاردنية حجم "المقامرة" او "المغامرة" التي يدفعها الامريكي وحليفه العربي اليائس نحوها، وتبادر الى التدقيق جيدا في حساباتها، وتجنب التورط بقدر الامكان على غرار ما حدث في سورية، او بالاحرى في الحدود الدنيا، ونحن في كل الاحوال ضد هذا التورط، وضد هذا التحالف "الاعور" الذي لم يتدخل مطلقا لصالحنا،
وصالح ضحايانا الذين تذبحهم الطائرات والقوات الامريكية والاسرائيلية بصفة دورية
_____________________________________________________

منقول من الحساب الشخصي للأستاذ عبد الباري عطوان على شبكة التواصل الإجتماعي بتاريخ نشره على هذه المدونة

شكري عمري

لكل غافل عن السفر الاخير

Oct 15, 2014

غيّر حياتك وحقّق احلامك


_______________________
غيّر حياتك وحقّق احلامك  

لكل غافل عن السفر الاخير


_________________________________
 ذكرى للمؤمنين 

الحقيقة مع المساكين المستضعفين الطيبين


_________________________________________________________________
لا تستطيع الشاشات الصغيرة أن تنقل لكم خبرا واحدا صادقا و كاملا دون تشويه أو قص أو توجيه. و لا ينبغي أن ينظر إلى هذا من قبيل كونه فشلا بل هو نجاح من جانبهم في إستغفال الشعوب. من جانبنا، يجب التذكير بأن كل متقاعس متخاذل عن نقل الخبر بصدق و أمانة علمية و يبغي تغذية أجندات و إعتبارات سياسية أو ايديولوجية لن يعتمد عليه على أية حال من الأحوال. أخبرنا إدوارد سعيد منذ سنين مضت في إحدى كتبه أن لا نعتمد على الإعلام الرسمي و التجاري و أن نستعيض عنه بمصادر الإعلام البديل و الأمين لمعرفة الحقيقة رغم الضعف الذي تشكو منه. لا خير يرجى من إعلام لا ينقل الحدث بحياد و أمانة. مصادر الإعلام البديلة على شبكة الإنترنات من مدونات و مواقع إلكترونية و قنوات على اليوتوب و غيرها هي وحدها الكفيلة بإيصال الحدث دون تشويه و قص و إستغفال للشعوب. لماذا؟ لأنها مصادر المساكين المستضعفين الطيبين. هم وحدهم من يخبر الحقيقة. فمن سينقلها عنهم؟
_________________________________________________________________
.......
شكري عمري
.......

Oct 14, 2014

الصراع بين السعودية وايران دمر المنطقة وفتتها جغرافيا وطائفيا../ عبد الباري عطوان



السعودية تتهم ايران بـ"احتلال" سورية
وايران تطالبها بالانسحاب من البحرين
والصراع بينهما دمر المنطقة وفتتها جغرافيا وطائفيا
فهل من حل؟

عبد الباري عطوان
___________________________________________________________________

تصاعد الخلاف السعودي الايراني احد الاسباب الرئيسية لحالة الانهيار التي تعيشها منطقة الشرق الاوسط برمتها، وابرز عناوينها تفاقم الصراع الطائفي، وصب الغرب المزيد من الزيت على نار هذا الصراع، والتدخل عسكريا في شؤونه.
الدولتان تخوضان حربا بالنيابة في سورية والعراق واليمن ولبنان وفلسطين، وشعوب المنطقة تدفع ثمنا باهظا لهذا الصراع من ثرواتها ودماء ابنائها، ووحدة اراضيها، واستقرارها الداخلي، ومن المؤسف انه لا يلوح في الافق اي مؤشر على احتواء هذا الصراع من خلال اتفاق بين هاتين الدولتين المتصارعتين.
الولايات المتحدة الامريكية تعرف كيف تلعب على حبال هذا الصراع السعودي الايراني، وبما يحقق اهدافها وطموحاتها في الهيمنة واضعاف الجانبين، وبيع صفقات اسلحة تبقي صناعتها العسكرية في حال اشغال دائم بما ينعش الاقتصاد الامريكي التمأزم.
الخلاف السعودي الايراني ليس وليد الساعة، ويعود بجذوره الى اسقاط الثورة الاسلامية الايرانية للشاه محمد بهلوي عام 1979، وتفاقم بعد كشف النقاب عن الطموحات النووية الايرانية، وبلغ ذروته على ارضية الازمة السورية الحالية، وخسارة السعودية للعراق كدولة رادعة بعد الاحتلال الامريكي له.
القيادة السعودية تريد اسقاط نظام الرئيس السوري بشار الاسد بكل الطرق والوسائل، وتوظف كل امكانياتها المادية وتحالفاتها الاقليمية، والدولية، من اجل هذا الهدف، والقيادة الايرانية تسعى في المقابل لافشال هذا الطموح السعودي، وحققت نجاحا ملموسا في هذا الصدد حتى الآن على الاقل، بدليل ان الرئيس الاسد هو الوحيد الذي واجه "ثورة" في اطار ما يسمى بالربيع العربي، وما زال في قمة السلطة في بلاده بفضل الدعم الايراني، المادي والبشري، واستطاع ان يحقق بعض المكاسب على الارض رغم ضخامة الهجمة وحجم القوى المقاتلة على الارض لاسقاطه.
***
بالامس انفجر الصراع علنا بين السعودية وايران بعد فترة من الهدوء، عندما دعا الامير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي ايران الى سحب قواتها "المحتلة" من سورية، وطالب اليمنيين الى عدم خدمة اطراف اجنبية (ايران) على حساب مصلحة بلادهم، فرد السيد حسين عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الايراني الصاع صاعين عندما طالب السعودية بدوره بسحب قواتها من البحرين لان هذا، حسب رأيه، "سيسهم في ايجاد حل سياسي في هذا البلد، وايقاف قمع الشعب، وبدء الحوار الوطني".
ويبدو اننا على ابواب حرب اعلامية شرسة بين البلدين تتناطح فيها الامبراطوريات الاعلامية الضخمة التي تملكها البلدان، فاليوم ذهب السيد علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الامن والسياسة الخارجية في ايران خطوة ابعد عندما "شخصن" الخلاف، واخرجه عن طابعه السياسي ووصف تصريحات وزير الخارجية السعودي بانها "ناتجة عن مرضه وشيخوخته"، واضاف ان كلمة "احتلال" تليق بالسعودية نفسها لانها وظفت مشروع درع الجزيرة ضد الشعب البحريني المظلوم".
لا نعرف الى اين سيصل هذا الصراع، ولكن كل ما نعرفه ان البلدين يتحملان مسؤولية حالة الانهيار والحروب التي تمر بها المنطقة حاليا، وتستنزف ثرواتها وتسفك دماء ابناء، وتحول معظم دولها الى دول فاشلة تعمها فوضى دموية، وحروب اهلية قبلية وطائفية ومناطقية وعرقية.
قبل بضع سنوات كنا نسمع عن مؤتمرات وندوات للحوار بين المذاهب والاديان، على المستويين المحلي والدولي، الآن نشاهد صدامات وحروب بين هذه المذاهب، واعمال تحريض طائفي غير مسبوق، بل والاكثر من ذلك تقارب مع اسرائيل وامريكا اللذين من المفترض انهما العدو الاول للعرب والمسلمين، الامر الذي سمح للاولى (اي اسرائيل) استغلال حالة الانهيار هذه للعدوان على قطاع غزة واقتحام المسجد الاقصى، وتقسيمه زمنيا بين اليهود والمسلمين تمهيدا لتقسيمه جغرافيا على غرار ما حدث للحرم الابراهيمي في مدينة الخليل.
من الصعب ان تنتصر السعودية في سورية، ومن شبه المستحيل ان تنتصر ايران في اليمن، والطرفان وان تباعدا، قد لا يهزما "الدولة الاسلامية" في المستقبل المنظور حتى لو جاءت كل طائرات العالم الحربية للمشاركة في التحالف الامريكي، والا لانتصر هذا التحالف في العراق وافغانستان وليبيا واكرانيا، ولا نبالغ اذا قلنا ان هذه الدولة التي باتت شغل العالم بأسره ولدت من رحم الصراع السعودي الايراني وسياساتهما الطائفية الخاطئة وقصيرة النظر.
واذا تحقق الانتصار لاي منهما سيكون مؤقتا وفوق كل ذلك مكلفا جدا، وبعد سنوات وربما عقود من الاقتتال، فالحسم لم يعد عملية سهلة في الحروب السياسية، او العسكرية، وحتى لو تحقق، فانه قد يأتي بنتائج اكثر خطورة او سيكون مؤقتا فنحن في زمن عنوانه التوافق والتعايش والا فلبديل دموي.
امريكا تقصفنا بطائراتها من الجو ونحن نخسر على الارض، وستعود هذه الطائرات الامريكية الى "اعشاشها" في يوم ما، وتترك لنا الدمار والموت والحروب الاهلية والطائفية، مثلما فعلت بعد كل هزائمها في افغانستان والعراق وقبلهما فيتنام.
المخرج من هذه الدوامة القاتلة هو الحوار المسؤول والبناء بين هاتين القوتين الاقليميتين العملاقتين، ووضع كل الخلافات على الطاولة، والتوصل الى تفاهمات تنهي هذا الصراع الدموي قبل ان تفنى المنطقة واهلها.
فمن غير المنطقي ان يتحاور العرب مع الاسرائيليين، ويتواطأ بعضهم معهم، وتتوصل ايران الى صفقة سرية حول برنامجها النووي تنهي العداء مع امريكا جزئيا او كليا، بينما يتواصل الصراع السعودي الايراني "العبثي والتحشيد الطائفي الاداة التدميرية الرئيسية المستخدمة فيه.
***
ثرواتنا كعرب ومسلمين تهدر في القتل والتدمير وانقاذ الاقتصاد الغربي من عثراته، وليس في البناء والتعليم والصحة وخلق الوظائف لملايين العاطلين عن العمل من شبابنا، وبناء بنى تحتية اقتصادية صلبه تفيد اجيالنا الحالية والقادمة.
اسعار النفط تتهاوى، والاعتماد الغربي والشرقي على نفوطنا يتراجع بسبب البدائل الاخرى، والميزانيات العامة بدأت تشتكي من العجوزات، وهذه كلها وصفة لكارثة قادمة عنوانها انتشار التشدد في صفوف الشباب المسلم.
ربما يرى البعض ان طرحنا لمبدأ الحوار في ظل حالة الاحتراب التي تعيشها المنطقة يبدو تغريدا خارج السرب، وينطوي على سذاجة، وليكن، فلا بد من صرخة الم، وقرع طبول الحكمة والتعقل، لعل النيام يفوقون من نومهم الذي طال واوصلنا الى ما نحن فيه من كوارث وحمامات دم.

_______________________________________________

عبد الباري عطوان


وصية أجعلها منهج حياتك تفلح دنيا و أخرة - صالح المغامسي



_______________________________________________

وصية أجعلها منهج حياتك

رسالة لكل رجل يضرب زوجته - صالح المغامسي -



_____________________________________________________
 هام جدا

وصية الشنقيطي لكل مبتلي ومهموم -



__________________________________________________

باسمك الباطن أصلح لي باطني



___________________________________________
.. مقطع مميز بصوت الشيخ نبيل العوضي

أخي لا تعاتب إلا نفسك


____________________


لا تُعاتب من في حزنه عليك

و خوفه من إثمه و إثمك

توقّف عن السُّؤالِ عنك


................


هو ما إرتقى إلا بعلم لن يضرك

هو ما إنتصر إلا بعلم على جهلك

هو ما أصبحَ سعيدًا إلا بدونك

ما أصبح يريد بنسيانك إلا نفعك

...............

أخي لا تعاتب إلا نفسك

لا تُعاتب من في حزنه عليك

و خوفه من إثمه و إثمك

توقّف عن السُّؤالِ عنك

...............

لك الحمد ربي على رضاك و نعمتك

لك الحمد ربي على رضاك و نعمتك
____________

شكري عمري

هل يجوز لنا إهمال علاج مشاكلنا النفسية؟


__________________________________________________
ما أمَرَ اللهُ تعالى بأمرٍ إلا حاول الشيطان أن يبعد ابن آدم عنه إما بالإفراط وإما بالتفريط
من هذه الأمور: الغيرة، كغيرة الزوج على زوجته والزوجة على زوجها
الأكثر انتشارا في أيامنا هو التفريط، بحيث لا يغار الرجال على زوجاتهم وبناتهم وأخواتهم
أن يخرجن على غير الصورة التي ارتضاها الله
وينشئن علاقات مع الرجال خارج الإطار الشرعي، وكذلك قلة غيرة المرأة على زوجها

وفي المقابل، هناك غيرة مَرَضية قد تكون نتاجاً ليس لوساوس الشيطان فحسب
بل ولتغيرات موصوفة علميا في النشاط العصبي الدماغي
هذه الغيرة تؤدي إلى ظلم الزوج لزوجته واتهامها في عفتها وشرفها
والمصيبة أن كثيرا من هؤلاء
الأزواج يمتنع عن علاج نفسه لأنه يرى من "العيب" أن يراجع الأخصاء النفسيين
فتكون المسكينة ضحيته الضعيفة التي تدفع ثمن كبريائه في الامتناع عن العلاج،
وقد يؤدي ذلك في المحصلة إلى تدمير الحياة الأسرية

تقول إحداهن
أنا امرأةٌ متزوِّجةٌ، لاحظتُ تغيُّر سلوك زوجي، إذ بدأ يغار علي من الأطفال! كنتُ أظن أنَّ الأمر عادي في البداية، إلا أنَّه تمادَى وزاد، وأصبح يشكُّ فيَّ
فإذا مرَّ أحدٌ بجانب السيارة يسألني: هل رأيتِ هذا الشخص مِن قبلُ؟! لماذا يمرُّ من أمام السيارة؟ هل قمتِ بالتلميح له؟ ثم يتطاول عليَّ ويسبني ويشتمني!
إذا وضعتُ يدي على جسمي سواء عن قصد أو عدم قصد، أو لمس جسمي شيئًا، فإنه ينهرني، ويرى أني "قليلة الأدب"! وكثيرا ما يعتدي عليَّ بالضَّرْب.
هذا معي أنا فقط، أما مع الآخرين فهو بشوشٌ، ودود، مَرِح!!
عرضتُ عليه الذهاب للطبيب لكنه رفَض الفكرة نهائيًّا، ويُصِرُّ على أنني أنا المريضة، و"قليلة الأدب"، واللهُ يعلم أنني بريئة مما يتَّهمني به، شكوتُه إلى أهله، لكنه أنكر ما قلتُ، واتَّهَمَني بالكَذِب
!

الشخص الموصوف لديه غيرة مرضية تستوجب علاجا
وهي أحد نوعين: الغيرة التوهمية
(delusional jealousy)
والتي يعتقد فيها المريض عقيدة جازمة بسوء أخلاق الشخص الآخر (كزوجته) وعدم صيانتها لنفسها
والنوع الآخر الغيرة الوسواسية
(obsessive jealousy)
والتي ينتاب فيها المريض وساوس عن أخلاق الشخص الآخر
ويدرك فيها المريض في قرارة نفسه أن هذه الوساوس غير واقعية
لكنه مع ذلك قد يعبر عنها ويتصرف بتصرفات قهرية ككثرة سؤال زوجته
والتأكد وتعقب حركاتها بطريقة جارحة تشعرها بِشَكِّه فيها
ولكل من المرضين علاجه المناسب
(الدوائي أو اللادوائي)
ليس هدفي من هذا التحليل العلمي لمرضٍ ما، وإنمل التركيز على ظلم يقع فيه بعض الأزواج
وهو أنهم مصابون بمرض نفسي، الغيرة المرَضية أو غيرها، وهذا المرض يؤذي زوجته وربما أبناءه
وبإمكانه أن يعالج نفسه ويوقف معاناة الجميع بإذن الله
لكن كبرياء هذا الرجل يمنعه، ولا يجِدُّ في محاولة التخلص من المرض بقراءة كتب تثقيفية عنه مثلا
فيستمر في هذا الشكل من الظلم والإثم لأن كراهية الله لظلمه أهون عنده من جرح غروره وكبريائه
!
إنك تأثم أيها الزوج!
(والله لا يحب الظالمين)
وليست المرأة التي أوصاك بها نبيك صلى الله عليه وسلم خيرا
ليست مسؤولة عن تحمل مرضك وإساءاتك الذي يمكنك علاجه
اسأل نفسك أيها الزوج: لو علمت أن منظمات حماية الأسرة وحماية المرأة في بلدك ستسعى في معاقبتك على إساءاتك لزوجتك
هل كنت ستستمر في إهمال العلاج؟
هل إن غابت رقابة هؤلاء لم تلتفت لرقابة الله تعالى عليك؟
!
هل نقبل أن نعطي لهذه المنظمات التي كثيرا ما دخلت بلاد المسلمين بهدف إفساد المرأة وإفساد المجتمع
من خلال المرأة تحت شعارات (الحرية) و (المساواة) و(رفع الوصاية)...هل نقبل أن نعطيها ذريعة بأنفسنا ونجعل لها علينا سبيلا بمعاصينا وظلمنا؟
!
تأثم أيها الزوج لأنه قد يسعك ألا تعالج نفسك من بعض الأمراض التي لا تتعداك إلى غيرك
أما إن تعدى إلى غيرك فلا يجوز لك إلا أن تعالجه
أرأيت لو أنك كنات مصابا بعدوى مثلا، هل يحل لك أن تهملها وأنت تعلم أنها قد تنتقل إلى زوجتك أو أبنائك؟
صحيح أن بعض المصابين بهذه الأمراض قد فقودوا سيطرتهم على أنفسهم إلى حد ما
لكن كثيرا منهم في المقابل يكون واعيا على حاجته للعلاج مكلفا شرعا بذلك لتحقق صفة العقل فيه

ختاما، أعود فأقول: المرض الأكثر تفشيا هو ضعف الغيرة
,
لكن المفسدين في الأرض كثيرا ما يركزون على الإفراط ليبرروا التفريط، ويرهبوا صاحب الغيرة المعتدلة الشرعية بأنهم معقدون مرضاء نفسيا بعدما وضعوهم في بوتقة واحدة معك يا من لديه مرض بالفعل
!!
ولنتذكر ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم
مِنَ الغَيرةِ ما يحبُّ اللَّه ومنها ما يَكْرَهُ اللَّه: فأمَّا ما يحبُّ فالغَيرةُ في الرِّيبةِ وأمَّا ما يَكْرَهُ فالغيرةُ في غَيرِ ريبةٍ
.

فالغيرة في ريبة، عندما يصدر من الزوج أو الزوجة مثلا سلوك مريب، فهذه غيرةٌ محمودة
أما التي تكون دون وهما وشكا دون سلوك مريب فيمن تغار عليه فهي كريهة
فلا تترك نفسك على ما يكرهه ربك سبحانه
والله تعالى أعلم


_______________________________________________

Oct 13, 2014

شقوق تتسع في الاستراتيجية الامريكية في العراق وسورية..



______________________________________________________________

شقوق تتسع في الاستراتيجية الامريكية في العراق وسورية.. وكيري يقول للعراقيين قاتلوا "الدولة الاسلامية" واستعيدوا اراضيكم بأنفسكم فهل هم اهل لهذه المهمة؟
جون كيري وزير الخارجية الامريكي من وزراء الخارجية القلائل الذي لا يتردد عن الادلاء بتصريحات صحافية تعكس نوايا حكومة بلاده الحقيقة في المنطقة، وتتسم بالكثير من الصراحة والوضوح، ولذلك فان ما قاله الاحد في القاهرة على هامش مؤتمر اعمار غزة حول العراق وتقدم "الدولة الاسلامية" فيه امر يستحق التوقف عنده بالتحليل المتعمق، سواء من حيث المضمون او التوقيت.
وزير الخارجية الامريكي اعلن "ان العراقيين هم الذين يجب عليهم التصدي لتنظيم "الدولة الاسلامية" الذي يواصل تقدمه في العراق وسورية معا رغم الغارات الجوية المكثفة التي تحاول وقف هذا التقدم، وقال "في نهاية الامر العراقيون هم من عليهم استعادة اراضي العراق، العراقيون في الانبار هم من عليهم المحاربة الاستعادتها".
تصريحات الوزير كيري هذه تعكس حالة من اليأس من تطورات الاوضاع في العراق نحو الأسوأ حسب المفهوم الامريكي، خاصة أن تقارير إخبارية عديدة تشير الى ان تنظيم "الدولة الاسلامية" استخدم هجومه للاستيلاء على بلدة عين العرب (كوباني) كقنبلة دخان للتغطية على قرب اكمال استيلائه على مدينة الرمادي وجوارها، وبات على بعد بضعة كيلومترات من بغداد.
الوزير الامريكي اراد توجيه رسالة قوية الى السيد حيدر العبادي رئيس وزراء العراق الذي عارض وجود اي قوات اجنبية على ارض العراق، مفادها "اذا كان هذا ما تريد فعليك ان تتفضل وتصدى لـ"الدولة الاسلامية" وقواتها بنفسك طالما انت تقول انك قادر على ذلك".
من الواضح ان واشنطن بدأت تشعر بالصعوبات التي تواجهها استراتيجيتها في التصدي لخطر "الدولة الاسلامية"، فعندما استجابت لاستغاثات السيد نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي السابق وحلفائها الاكراد في الشمال، عندما كانت تتقدم قوات "الدولة الاسلامية" نحو بغداد جنوبا واربيل شمالا، وبدأت في تشكيل حلف دولي للقيام بهذه المهمة، كانت تعتقد ان دول الخليج التي انضمت بدورها الى غريمها العراقي في مهرجان العويل من هذا الخطر الاسلامي، ستسارع مع مصر والاردن الى ارسال قوات ارضية لاستعادة المدن العراقية التي سيطر عليها التنظيم مثل الموصل والفلوجة وتكريت ومعظم الانبار والقائم، علاوة على الرقة ودير الزور في سورية، ووقف تقدمه نحو مدن اخرى.
الاعتقاد الامريكي ليس في محله، فالدول الخليجية امتنعت في الاستجابة لهذا الطلب وارسال قوات الى ارض معادية طائفيا وسياسيا لها، والحكومة العراقية اختها العزة بالاثم، وباتت تدرك ان لها سيادة يمكن ان ينتهكها وجود مثل هذه القوات العربية على اراضيها، ولكنها لا تعتبر في الوقت نفسه ان قصف الطائرات الامريكية ووجود اكثر من ثلاثة آلاف خبير عسكري امريكي انتهاكا لهذه السيادة.
قذف الوزير كيري مسؤولية استرجاع الاراضي العراقية من "الدولة الاسلامية" في وجه الحكومة العراقية خطوة على درجة كبيرة من الاستفزاز والتحدي معا، لان السيد العبادي ما زال عاجزا حتى هذه اللحظة عن استكمال تشكيل حكومته، وتقديم نفسه بالتالي زعيما لكل العراقيين بمذاهبهم واعراقهم المختلفة.
فالجيش العراقي الذي يزيد تعداد جنوده عن سبعمائة الف جندي انهار بالكامل امام "الدولة الاسلامية" وقواتها رغم انفاق اكثر من 25 مليار دولار على تدريبه وتسليحه، لانه ببساطة شديدة جيش جرى بناؤه على اسس طائفية، وبحيث يمثل طائفة حاكمة وليس العراق بأسره، كما ان الجنود انخرطوا في صفوفه من اجل الراتب وليس من اجل الدفاع عن العراق وهويته الوطنية الجامعة.
العراقيون وعلى مختلف طوائفهم الاسلامية سيترددون في القتال تحت راية حكومة لا تمثلهم وطموحاتهم في عراق موحد مستقل ذات سيادة تمارس سياسات الاقصاء والتهميش، وتعجز حتى الآن عن تعيين وزيرين فيها رغم مرور اكثر من شهرين على تكليف رئيس وزرائها بعد مخاض عسير.
الغارات الجوية لم توقف تقدم قوات "الدولة الاسلامية"، ودول الخليج والاردن ترتعد خوفا من هذه الدولة وتخشى وصولها الى عمقها ولكنها في الوقت نفسه تكتفي بمشاركة جوية رمزية في الغارات الجوية، اما الرئيس التركي رجب طيب اردوغان "فيقف على السور" ولا يريد ان يتورط بريا او جويا في هذه الحرب، ويساوم ببراعة لكسب الوقت اولا، و"لاعلاء سعره" ثانيا، ويجري حسابات دقيقة لتقليص الخسائر وليس لتعداد المكاسب، لانه سيكون احد ابرز الخاسرين في نهاية المطاف مهما كان الموقف الذي سيتخذه سواء كان بالانخراط او عدم الانخراط في الحرب او حتى الوقوف على الحياد.
استراتيجية التدخل العسكري الامريكية ضد "الدولة الاسلامية" تواجه عقبات كبيرة تنبيء بعدم سيرها في الاتجاه المأمول امريكيا، رغم ان هذا التدخل ما زال في بدايته، وهذه انباء سيئة لادارة الرئيس اوباما وحلفائها العرب.

_______________________________________________

https://www.facebook.com/pages/Abdelbariatwan/451266124910218?fref=nf
_______________________________________________

Oct 12, 2014

الخوف من دولة البغدادي الاسلامية/ عبد الباري عطوان



________________________________________________
الخوف من دولة البغدادي الاسلامية هو سبب اعادة اعمار قطاع غزة والعودة للمفاوضات
ومهرجانات الفرح باعتراف البرلمان البريطاني بدولة فلسطينية ضحك على ذقون الفلسطينيين
وهذه هي اسبابنا


من يتابع الضجة الاعلامية الكبرى التي تسود المنطقة العربية هذه الايام والمتحورة حول اعتراف السويد بالدولة الفلسطينية، وتصويت البرلمان البريطاني المتوقع غدا (الاثنين) للامر نفسه يعتقد ان هذه الدولة قائمة فعلا، ولا ينقصها غير هذه الاعترافات فقط.
المسألة وبكل بساطة لا تتعدى كونها "حقنة" تخديرية اخرى للشعب الفلسطيني والعالم الاسلامي بأسره، تذكرنا بتجارب ووعود مماثلة كثيرة جدا صفقنا لها بحرارة، وبنينا عليها آمالا عريضة، وانتهينا بخيبة امل وخديعة الواحدة تلو الاخرى في اطار مسلسل طويل من الاهانات والاكاذيب، ويبدو اننا سنظل نلدغ من نفس الثعبان ومن نفس الجحر طوال الوقت، وممنوع علينا ان نصرخ الما والا فنحن ارهابيون.
عندما اراد جورج بوش الاب "تخدير" العرب قال انه سيحل القضية الفلسطينية بعد اخراج القوات العراقية من الكويت، وخرجت القوات فعلا، وجرى تدمير معظمها ذبحا بصواريخ الطائرات الامريكية وهي منسحبة ذليلة من الكويت في شباط (فبراير) عام 1991، على طريق المطلاع المؤدي الى البصرة، وفشل مؤتمر مدريد للسلام الذي عقده الرئيس بوش في زفة دولية وعربية، والشي الوحيد الذي اسفر عنه هو صدق نبوءة اسحق شامير رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي رأس وفد بلاده بأنه سيظل يتفاوض لاكثر من عشرين عاما دون ان يتنازل عن مليمترا واحدا من الاراضي المحتلة، ودون ان يتوقف لحظة عن مواصلة الاستيطان.
حاول خلفه بيل كلينتون الشيء نفسه، وعقد مؤتمر آخر للسلام في كامب ديفيد عام الفين ليتبين لنا ان الهدف منه "تسويق" دولة فلسطينية "مسخ" بدون سيادة وبدون القدس عاصمة لها، وعندما جاء جورج بوش الابن، واراد غزو العراق واحتلاله تعهد باقامة دولة فلسطينية مستقلة قبل نهاية ولايته الاولى عام 2005، وبعد الانتهاء من حكم صدام حسين، وانتهت الولاية الاولى والثانية وجرى اعدام صدام حسين ورفاقه، وتدمير العراق وتفتيته طائفيا، وتقسيمه جغرافيا، وتحويله الى دولة فاشلة والدولة الفلسطينية ما زالت في رحم الغيب، بل لم تبق اراض لكي تقام عليها.
***
الآن حلت "الدولة الاسلامية" وخطرها على الغرب وحلفائه في المنطقة مكان صدام حسين، وخطره، ولان هذه الدولة باتت تستقطب الشباب العربي المحبط، وتحقق الانتصار تلو الانتصار وتستولي على المزيد من الاراضي (آخرها عين العرب) في سورية والعراق رغم الضربات الجوية المكثفة، عادت امريكا وحلفاؤها الغربيون الى اسطوانة الدولة الفلسطينية المستقلة، المشروخة مرة اخرى، وللأسف تجد من يصدقها من ابناء جلدتنا، والرئيس الفلسطيني محمود عباس والمجموعة المحيطة به على وجه الخصوص، ويعتبرون مجرد هذا الاعتراف "الرمزي" الذي لا يفرض اي التزام على الارض انتصارا كبيرا يستحق التصفيق والرقص . . في ميدان المنارة في رام الله طربا له، تماما مثلما رقص بعض المخدوعين بسياساته عندما عاد من الامم المتحدة قبل عام مزهوا بحصوله على دولة مراقب، ووعدنا بأنه سيستخدم هذا الانجاز لمطاردة مجرمي الحرب الاسرائيليين وهو ما لم يفعله ولن يفعله، "ولو بدها تشتي لغيمت".
الغرب يعرف جيدا نفسية العرب والمسلمين، مثلما يعرف ان "الاشياء الصغيرة تبث السعادة في العقول الصغيرة"، مثلما يقول المثل الانكليزي الشهير، ولهذا بدأت الاعترافات تتوالى وتتسع، وبدأت معها مهرجانات الفرح في اكثر من عاصمة عربية، وتناسلت معها المقالات والتصريحات حول اهمية هذا الاختراق السياسي العظيم.
الامر وبكل بساطة هو انه مثلما نجحت حركة المقاومة الاسلامية "حماس" في مليء "الفراغ الجهادي" الذي خلقته حركة "فتح" بتخليها عن المقاومة بوقوعها في مصيدة "السلام المغشوش"، فان هناك مؤشرات على بروز ظاهرة الاسلام المتشدد في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة الذي يهدد بمليء الفراغ الذي سيترتب على "اعتدال" حركة حماس المتوقع، وميلها نحو "الحل التفاوضي" وتسليمها السلطة بالكامل في قطاع غزة لتيار اوسلو بعد ان انهكها وحكمها الحصار الاسرائيلي العربي الخانق، ووجود توقعات امريكية باستمرار الحرب ضد "الدولة الاسلامية" و"ارهابها" لاكثر من ثلاثين عاما.
لنفترض جدلا ان خطة اعمار غزة التي تبحث في مؤتمر القاهرة ليس لها علاقة بالخوف من "الدولة الاسلامية" وتمددها مثلما يجادل البعض، فان السؤال الذي يطرح نفسه حول الثمن الذي تريده امريكا من الفلسطينيين وحركة حماس على وجه التحديد مقابل هذه الاموال التي ستدفعها لاعادة الاعمار والدول الغربية الاخرى، هل هو رأس المقاومة، هل هو نزع سلاحها، ام ماذا تريد؟ لان لا شيء تدفعه امريكا بدون مقابل، ثم لماذا لم تمثل الفصائل الفلسطينية المقاومة في هذا المؤتمر مثل "حماس و"الجهاد"، والجبهة الشعبية والديمقراطية وغيرها، وهي الفصائل التي صمدت وانتصرت على العدوان الاسرائيلي الاخير.
المعلومات الواردة من قطاع غزة والضفة تفيد ان تنظيمي "الدولة الاسلامية" و"جبهة النصرة" يحظيان بتأييد كبير في اوساط الشباب الاسلامي الفلسطيني المحبط من "فتح" و"حماس" معا، وان خلايا تابعة للتنظيمين بدأت تتبلور وتنمو خاصة في "الخليل" ومحيطها في الضفة الغربية ومدينة رفح في القطاع، وهذا ما يفسر حالة الهلع الغربية الحالية التي تتمثل في الضغط على حكومة نتنياهو لتخفيف الحصار والسماح لعدد اكبر من العمال من الضفة وقطاع غزة من العمل داخل ما يسمى بالخط الاخضر، وتنظيم مؤتمر دولي يشارك فيه وزراء خارجية 30 دولة لاعادة اعمار قطاع غزة بدأ اعماله اليوم في القاهرة برئاسة جون كيري وزير خارجية امريكا ورعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
الدول الغربية وعلى رأسها امريكا ادركت ان الحصار على القطاع بدأ يعطي نتائج عكسية تماما، ولهذا جرى التحرك بسرعة لامتصاص حالة الغضب المتفاقمة الناجمة عنه، وعن العدوان الاسرائيلي الاخير الذي ادى الى استشهاد اكثر من الفي انسان ربعهم من الاطفال، وتشريد اكثر من مئتي الف آخرين من جراء تدمير منازلهم، من خلال ضخ بضعة مليارات من الدولارات كرشوة لاعادة احياء عملية السلام واعادة السلطة الى مائدة المفاوضات بشروط اسرائيلية بعد ان ملّ المفاوضون الفلسطينيون من "البطالة" وباتوا يحنون للقاء نظرائهم الاسرائيليين.
الرعب من الاسلام السياسي المتشدد هو الذي يقف وراء كل هذه التحركات الدبلوماسية الغربية، وليس براعة الرئيس محمود عباس، او الجهود العربية الرسمية، فالعرب نسوا فلسطين، وصمتوا على تقسيم الاقصى، مثلما صمتوا على تقسيم الحرم الابراهيمي، وتغول الاستيطان، بل وتواطأوا علنا مع العدوان الاسرائيلي الاخير على قطاع غزة، ومن يقول غير ذلك يخدع نفسه ويعيش في عالم آخر غير عالمنا.
المنطقة العربية تقف الآن على فوهة بركان، واسرائيل باتت محاصرة بالفوضى والتطرف والدول الفاشلة او شبه الفاشلة، واحتمالات تسخين او حتى اشتعال جبهة جنوب لبنان، وجنوب غرب سورية واردة بل ربما حتمية، والغرب لا يهمه غير اسرائيل وامنها الذي يحظى بالاولوية بالنسبة اليه.
للذين يهللون للاعتراف البريطاني بالدولة الفلسطينية الوهمية نقول ان هذا الاعتراف بلا اي قيمة حقيقية، وان ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا الذي ادار وجهه عن ذبح الاطفال الفلسطينيين في قطاع غزة، واعتبر هذا الذبح حق اسرائيلي شرعي في الدفاع عن النفس، لا يمكن ان يؤيد قيام الدولة الفلسطينية عمليا، فالغرب لا يتحرك الا عندما تتهدد مصالحه، مثلما يحدث في العراق وسورية حاليا، وهو ليس جمعية خيرية، ولا يعير اي اهتمام للضعفاء الاذلاء.
عندما يحرك هؤلاء طائراتهم للتصدي للعدوان الاسرائيلي، مثلما فعلوا لحماية الاكراد في اربيل وعين العرب، وبادروا بقصف الدبابات الاسرائيلية التي تزحف نحو قطاع غزة، وتقتل الابرياء العزل، وتمنع الطيران الاسرائيلي من سحق الاطفال على شاطيء مدينة غزة، في هذه الحالة فقط، نقول ان هناك تغييرا حقيقيا بات يتبلور في السياسات الغربية نحو القضية الفلسطينية واهلها، اما غير ذلك فضحك على الذقون.
***
نذّكر الذين يهللون لاعتراف البرلمان البريطاني بدولة فلسطينية بأن بريطانية هي المسؤول الاول عن كارثة فلسطين، وان وعد بلفور الذي صدر قبل مئة عام، واكرر قبل مئة عام، اعطى الفلسطينيين الحق في اقامة وطنهم ودولتهم على قدم المساواة مع اليهود، وان قرارات التقسيم الصادرة عن الامم المتحدة كرست هذا الحق ايضا رغم اجحافه، فماذا حدث بعد ذلك؟ الاستمرار في دعم العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني وبطرق اكثر شراسة، والهاء الفلسطينيين والعرب بخطوات صغيرة مثل دولة عضو مراقب، او حل الدولتين، مقابل القاء السلاح والتجاوب مع كل الشروط الاسرائيلية.
شكرا للسويد وللبرلمان البريطاني، نحن مللنا من "الحقن التخديرية" والحركات البهلوانية ولا نريد اعترافكم هذا الذي لا يقدم ولا يؤخر، وانما يكشف ان هناك من يعتقد اننا ما زلنا اغبياء وسذج، يمكن خداعنا والضحك علينا بسهولة، فاذا كان البعض منا اغبياء ويتمتعون بذلك، ويفتقدون الى الحد الادنى من الكرامة والوطنية ويرضون بالصغائر فان الغالبية الساحقة من الامة وشبابها ليسوا كذلك، والايام بيننا.


_____________

عبد الباري عطوان


Oct 11, 2014

لغة الفكر و فكر اللغة


_________________________________________________________________
إن الانفعال الذي يصيب الشاعر، لما تنفلت اللغة منه، و هي مصابة بالصرع، سببه ثقل الفكرة أو القصة أو المحمول عموما على الحامل.. أي على اللغة. فتجد قدماها تلتويان و تنكسر عظامها و تحولّ عيناها و تتشكل في اشكال متكسرة لها جمال صوتي و تصويري رائعان.
فالشعر هو تلك السجادة الصغيرة المعدة للصلاة، و النثر و اللغة المسترسلة البالغة التركيب و المستفيضة هي تلك الزربية المتعددة الأشكال و الألوان، و البون هنا شاسع بين لغة تصلي و لعة تحتفل أو تحتضن كل الناس في حفل الكلام.
من لم يطلع على عالم الناس، عالم يا أيها الناس، و يكون ذلك من خلال اللغة طبعا، لا يكون إنسانيا، أي أنه لا تجتمع فيه جل أحاسيس الناس في شتى حالات حياتهم خاصة المؤلمة منها، و هو كمن يرى إنسانا يغرق على بعد موجتين و هو لم يطلع من قبل على معنى السباحة فلا يجيدها و لا يجيد التمييز بين الغرق و العوم.
ليس بالضرورة أن تكون اللغة بضحالة الفكر، و في هذه الحالة تكون ثرثارة.
و
ليس بالضرورة أن يكون الفكر بضحالة اللغة، و في هذه الحالة يكون الترميز القوي و لفظ الشعر أو الفكر الإنساني المركب، إي تلك اللغة التي لا يتقنها و لا يفك عقدها إلا الغطاسون في بحور الفكر و الهائمون في طلاسيم الشعر.
_________
علال فري

Oct 9, 2014

هل اقتربت الحرب الاقليمية؟


_____________________________________________________________
القلق السوري الايراني يتفاقم بعد موافقة امريكا المبدئية على مطالب اردوغان اقامة مناطق عازلة وحظر جوي.. فهل اقتربت الحرب الاقليمية؟ وهل ستكون اسرائيل احد اطرافها؟

يبدو ان الولايات المتحدة الامريكية وحلفاءها الغربيين (فرنسا وبريطانيا) رضخوا لشروط الرئيس التركي رجب طيب اردوغان باقامة منطقة عازلة على طول الحدود التركية السورية داخل اراضي الاخيرة في محاولة من جانبهم اقناعه بالدخول في الحرب ضد "الدولة الاسلامية".
وزارة الدفاع الامريكية اعترفت اليوم ان الضربات الجوية الامريكية في سورية لن تكفي لانقاذ كوباني، وهذا يعني ضرورة تدخل قوات برية لمواجهة "الدولة الاسلامية" ووقف تقدمها، او بالاحرى اخراجها من المناطق التي سيطرت عليها داخل المدينة ورفعت علمها الاسود عليها، وليس هناك غير الجيش التركي، سابع اكبر جيش في العالم للقيام بهذه المهمة.
***
الرئيس اردوغان الذي يواجه حاليا خيارات صعبة فيما يتعلق بتطورات الاوضاع في سورية والعراق، عرض ثلاثة مطالب اساسية على امريكا كشرط لدخول الحرب ضد "الدولة الاسلامية":
*الاول: اقامة منطقة عازلة داخل الحدود السورية المحاذية للحدود التركية، وهي مناطق كردية مما يعني حرمان الاكراد السوريين كليا من حلم الاستقلال او الحكم الذاتي، ومنع حزب العمال الكردستاني من استغلال هذا الشريط كنقطة انطلاق لشن عمليات في العمق التركي.
*ثانيا: اقامة منطقة حظر جوي في شمال سورية وغربها على غرار مناطق مماثلة في العراق وليبيا، الامر الذي يشل فاعلية الطيران السوري، ويؤسس لجيب سوري مستقل تديره المعارضة.
*ثالثا: تدريب مكثف للمعارضة السورية "المعتدلة" وتسليحها بأسلحة فتاكة.
الرئيس اردوغان يريد اطاحة النظام السوري اولا، او الاشتراك في حرب ضده وضد "الدولة الاسلامية" معا، وبذلك يشفي غليله، ويثبت مصداقيته، ويلبي التعهدات التي قطعها على نفسه علانية في هذا الصدد.
الادارة الامريكية التي تتعرض لانتقادات كثيرة بسبب ضرباتها الجوية غير الفاعلة، لا تريد ان تخسر الانتخابات النصفية في الشهر المقبل، ولذلك اعلن جون كيري وزير الخارجية الامريكي ونظيره البريطاني فيليب هاموند ان بلديهما على "استعداد" لبحث فكرة اقامة منطقة عازلة على الحدود بين تركيا وسورية.
قبول امريكا وحلفائها بشروط اردوغان يعني اعلان حرب على سورية في نظر النظام في دمشق وحلفائه الايرانيين، وربما الروس ايضا، لان هذا النظام الذي صمت على الغارات الجوية الامريكية داخل حدوده التي تشكل انتهاكا لسيادته، قد يجد من الصعب عليه الوقوف مكتوف الايدي ازاء اقامة مناطق عازلة وحظر جوي داخل حدوده، وهذا ما يفسر تأكيد السيدة مرضية افخم المتحدثة باسم الخارجية الايرانية استعداد ايران لتقديم الدعم اللازم بشأن عين العرب (كوباني)، اذا ما تقدمت السلطات السورية بطلب في هذا الخصوص، لان "كوباني" جزء من السيادة الوطنية والاراضي السورية.
القلق السوري الايراني المشترك انعكس في خطوتين مهمتين اتخذها البلدان في الاسابيع الثلاثة الماضية:
*الاولى: الزيارة التي قام بها الى دمشق الجنرال قاسم سليماني الرجل القوي في ايران وقائد فيلق القدس ولقائه بالرئيس بشار الاسد، وتزامن هذا اللقاء مع انباء عن نقل ايران صواريخ وقنابل هاون للميليشيات التي تدعمها وتقاتل الى جانب قوات النظام السوري ضد الجماعات المعارضة المسلحة، وطائرات بدون طيار، ونشر 2000 من الحرس الثوري الايراني الى الاراضي السورية.
*الثانية: التفجير الذي استهدف دورية اسرائيلية في مزارع شبعا المحتلة في جنوب لبنان، واعلان حزب الله مسؤوليته عنه، فهذا التفجير الذي جاء امس بعد فترة هدوء على هذه الجبهة طال لسنوات، هو رسالة لاسرائيل وامريكا والدول الغربية مجتمعة، تقول بأن ايران ستنتقم من اي محاولة لاسقاط النظام السوري ليس بمحاربة من يقفون خلفها فقط، وانما بفتح حرب على اسرائيل واطلاق آلاف الصواريخ على مدنها ومستوطناتها، والاكثر من ذلك تحرير مناطق في الجليل الاعلى المحتل.
***
لا شك ان ادارة الرئيس اوباما التي ترددت طويلا، ولاكثر من ثلاث سنوات، في الوقوع في مصيدة التدخل العسكري في سورية تجد نفسها الآن امام خيارات لا تقل صعوبة عن خيارات حليفها التركي الذي يدفع بها بقوة للتخلي عن حذرها وترددها والتجاوب مع اهدافه في اطاحة النظام السوري اولا.
حزب الله يستطيع لو اراد، وبضوء اخضر من ايران، وتضامنا مع حلفائه في دمشق ان يشعل فتيل هذه الحرب ويطلق عشرات الآلاف من الصواريخ على تل ابيب وما بعد تل ابيب، لانه يدرك جيدا، ان سقوط النظام السوري يعني سقوطه، وقطع الشريان الحيوي الايراني الذي يمده بالسلاح والدعم المالي، ومعه كل منظومة دول الممانعة حسب ادبياته.
الحرب على "الدولة الاسلامية" ستتحول تدريجيا الى حرب ضد النظام السوري، وسقوط "عين العرب" يعني انفجار القنبلة الكردية في وجه الرئيس اردوغان وعودة جيشه الى المواجهات الدموية مجددا.
منطقة الشرق الاوسط كلها تقف امام عملية تغيير جذرية وقد لا يسلم من جرائها احد، انظمة ستسقط واخرى ستنشأ، وحدود ستتغير، وما زلنا في بداية الطريق، او بالقرب من المحطة الاولى، ولا احد يعرف اين وكيف ستكون المحطة الاخيرةن والعنصر "المفجر" اسمه "الدولة الاسلامية"، وكلمة السر عين العرب "كوباني".

_________________

عبد الباري عطوان


Oct 3, 2014

ثلاثة يحبهم الله سبحانه


_________________________

عطر فمك بذكر الله
قوي جسدك بطاعة الله
إحفظ يقينك بالخشوع في صلاتك إلى الله
_________________________

شكري عمري

علم دولة "الخلافة الاسلامية" يرفرف فوق جبل الرحمة في عرفة وسط ملايين الحجاج.




_________________________________________________________________
علم دولة "الخلافة الاسلامية" يرفرف فوق جبل الرحمة في عرفة وسط ملايين الحجاج.. نعم قد تكون "صدفة" او فعل متعمد.. ولكنها "رسالة" تنطوي معانيها على درجة كبيرة من الاهمية والخطورة معا
عبد الباري عطوان

بينما كنت اتابع البث المباشر لوقفه عرفة من المشاعر المقدسة، حيث اكثر من مليوني حاج جاءوا من مختلف اصقاع المعمورة لاداء فريضة الحج، في ملابس الاحرام البيضاء بوجوه نضرة طافحة بالسعادة والايمان معا، لفت نظري علم الخلافة الاسود الاسلامية يرفرف من بعيد فوق جبل الرحمة، وتتوسطه كلمات "لا الله الا الله محمد رسول الله" مكتوب بالابيض.
لا اعرف من رفع هذا العلم، فلم تدم هذه القطة للنظر الا بضعة ثوان، مثلما لا اعرف، وكيف اعرف، ما حدث لصاحبه، فالسلطات السعودية تمنع اي ممارسة سياسية الطابع في الاماكن المقدسة، ناهيك عن رفع علم "الدولة الاسلامية" التي تكن لها هذه السلطات كل انواع العداء، وتعتبرها قمة الارهاب، وتشارك طائراتها الحربية، جنبا الى جنب مع نظيراتها الامريكية في قصف مواقعها وتجمعاتها لاضعافها ومن ثم القضاء عليها في اطار تحالف دولي يضم خمسين بلدا.
الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي المملكة العربية السعودية كان معبرا عن موقف هذه السلطات ولسان حال دول التحالف جميعا، اسلامية او غير اسلامية، عندما دعا في خطبة الجمعة التي القاها من مسجد نمرة في عرفات، قادة الدول الاسلامية الى ضرب "الدولة الاسلامية"، دون ان يسميها، بيد من حديد، وقال مخاطبا لهم، "دينكم مستهدف.. امنكم مستهدف.. عقيدتكم مستهدفة"، واضاف "ابتلينا بأمه سفكوا الدماء.. وقتلوا النفوس المعصومة.. وقدموا بهذا تمثيلا سيئا لا يمثل اسلاما.. هؤلاء اجراميون سفكوا الدماء ونهبوا الاموال وباعوا الحرائر لا خير فيهم".
وخطبة الشيخ آل الشيخ، اعلى مرجعية دينية في المملكة، تعكس حجم القلق السعودي الرسمي من هذه "الدولة" وعقيدتها الدينية والقتالية، وامتدادها الى العمق الشعبي المهيء جزئيا او كليا لكي يكون حاضنة لفكرها الذي يشكل في معظم جوانبه تجسيدا للدعوة الوهابية في نسختها الاولى قبل ثلاثة قرون، مثلما تؤكد دراسات جادة عديدة في الشرق والغرب معا.
***
العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز حث الدول الغربية على التدخل بسرعة لمحاربة "الدولة الاسلامية" والقضاء عليها محذرا من انها ستصل الى اوروبا في غضون شهر، والى امريكا في غضون شهرين، ويبدو ان الولايات المتحدة لبت هذا النداء فورا، وشكلت الحلف الخمسيني الحالي، وبدأت في غاراتها الجوية على مواقع الدولة في العراق وبعد ذلك في سورية، وكسرت القيادة السعودية قاعدة عسكرية وسياسية التزمت بها اكثر من خمسين عاما، بارسال طائراتها الحربية الى خارج حدودها، والمشاركة في الضربات الجوية الامريكية، واختارت اميرين طيارين لتنفيذ الطلعات الجوية الاولى احدهما نجل ولي العهد ووزير الدفاع السعودي الامير سلمان بن عبد العزيز.
القلق السعودي مشروع ومبرر في نظر السلطة وانصارها وهم كثر، فـ"الدولة الاسلامية" وقيادتها لا تخفي عدائها للاسرة الحاكمة السعودية ورغبتها في اطاحة النظام، ورفع راية الخلافة فوق الحرم المكي الشريف في مكة، والسيد ابو بكر البغدادي زعيمها يصر على ان يضم اسمه نسبين على درجة كبيرة من الاهمية والغزى الاول "الحسني" (نسبة الى آل البيت) والثاني القرشي (نسبة الى قبيلة قريش).
وما اقلق القيادة السعودية اكثر، ما كشفه استطلاع للرأي اجري على وسائل التواصل الاجتماعي، ونشر على نطاق واسع، وافاد بأن اكثر من 92 بالمئة من الشباب السعودي يؤيدون فكر "الدولة الاسلامية" وعقيدتها، وقد وعدت السلطات في الرياض باجراء استطلاع رأي علمي رسمي لاثبات بطلان هذا الاستطلاع او عدم دقته، وحتى الآن لم يصدر على حد علمنا، ولكن ما هو اهم من الاستطلاع ارتفاع عدد المقاتلين السعوديين في صفوف "الدولة الاسلامية" الى اكثر من ثمانية آلاف مقاتل، ويوصفون بأنهم الاكثر شراسة في القتال والعمليات "الانغماسية" من بين اقرانهم.
ادبيات "الدولة الاسلامية" المتوفرة على شبكة الانترنت تؤكد ان المملكة العربية السعودية، او ارض الجزيرة العربية والحجاز حسب مصطلحاتها، هي الهدف الثالث بعد سورية والعراق، وهذا ما يفسر دعوة العاهل السعودي لرجال الدين والدعاة في بلاده للتصدي للمنطلقات الفكرية لهذه الظاهرة، لان الحرب عليها يجب ان تكون حرب "عقول" جنبا الى جنب مع الحرب العسكرية، ولكن الاستجابة لهذه الدعوة من قبل العلماء والدعاة كانت محدودة، وخاصة مما يطلق عليهم "علماء الصحوة" واصحاب ملايين المتابعين على شبكات التواصل الاجتماعي، والذي يوصفون بالدعاة "النجوم".
الغارات الجوية على مواقع "الدولة الاسلامية" المستمرة منذ اكثر من شهر، وبأحدث الطائرات المقاتلة من مختلف الانواع، لم تعط نتائجها حتى الآن، حسب اراء خبراء غربيين، بدليل استمرار "تمددها" وسيطرة قواتها على معظم مدينة "عين العرب" الكردية على الحدود الشمالية السورية، مما يؤكد ان الحرب ستطول اكثر من التوقعات الغربية والاقليمية.
الحكومات الاقليمية، والخليجية منها بالذات، ساهمت بطريقة او بأخرى بصعود قوة التيارات الاسلامية المتشددة عندما حرضت بعض اوساطها الدينية والدعوية الشباب السعودي على الانخراط في صفوف الجهاد، وجماعاته في كل من سورية والعراق، معتقدة ان عمقها محصن من اخطارها، ليثبت لها العكس، ولتكتشف انها اخرجت "المارد" من قمقمه، ولم تعد قادرة على السيطرة عليه، وهنا تكمن المعضلة الكبرى.
***
لم نبالغ عندما قلنا في هذا المكان ان عدد المقاتلين تحت لواء "الدولة الاسلامية" يزيد عن مئة الف، ولا نبالغ مرة اخرى اذا قلنا ان العدد ازداد بمقدار الثلث في البلدين، اي سورية والعراق، بسبب تدفق المتطوعين من الدول الاسلامية في العالم بأسره، ومن الجماعات والتيارات الاسلامية الاخرى التي تريد الانضمام الى صفوفه في مواجهة "التحالف الصليبي" حسب تعبيرهم، وهذا ما دفع السلطات الاردنية الى منع الشيخ ابو محمد المقدسي من استخدام هذا "التعبير" في فتاواه ومداخلاته على وسائل التواصل الاجتماعي بسبب مدلولاتها التحريضية ضد هذا التحالف، ودورها في تشجيع الشباب الى الانضمام الى صفوف الجماعات الجهادية.
"علم الخلافة" الاسلامية وصل الى المشاعر المقدسة في مكة المكرمة وجبل عرفة يوم الوقفة، وربما يكون مجرد صدفة، او من فعل حاج متحمس، او عمل متعمد جرى التخطيط له بشكل جيد، وايا كان الامر فان هذه الخطوة تنطوي على "رسالة" على درجة كبيرة من الاهمية والخطورة معا.

__________________________________________________________

لآ اله الا الله وحده لا شريك له

Oct 2, 2014

لحن قلبي/ مروان خوري ٢٠١٤








إحملني
إلى أنغام عازف ..
إلى هناك ..
إلى حيث لا ادرى
إلي بحر ..
إلي كوخ صغير
.................

إحملني
إلى أنغام عازف ..
إلى هناك ..
إلى حيث لا ادرى
إلي بحر ..
إلي كوخ صغير
ونسمة دافئة
وحب حقيقي ..
ومدفئة
....................
....................

يا سارق لحن قلبي
ادم حنوك دهرا
...................

يا سارق لحن قلبي
ادم حنوك دهرا
..................
على انغامي نايي الحزين
..................
اني حائر
من جنونك
واشتياقي ..

من عبير تلك الليالي
ومن وصلنا الغريب
.................
اني حائر
من جنونك
واشتياقي ..

من عبير تلك الليالي
ومن وصلنا الغريب
..................

ان غبت ..
اختلي بطيفك ..
اقبل جنانه
وارتمي باحضانه

..................
ان غبت ..
اختلي بطيفك ..
اقبل جنانه
وارتمي باحضانه
................
و أمتع ناظر
لحسن حديثه
والتمس الراحه
من دفء يديه
................
و أمتع ناظر
لحسن حديثه
والتمس الراحه
من دفء يديه
................
وألثم ثراء
ليروي ظمأ
حنيني
................

يا سارق لحن قلبي
ادم حنوك دهرا
.................................
على انغامي نايي الحزين
...................
...................

خفف اشتياقك
فحنين صوتك ..
يذيبني ..
ويذيب روحي
شوقك جنوني
وجنتي ..
..............

خفف اشتياقك
فحنين صوتك ..
يذيبني ..
ويذيب روحي
شوقك جنوني
وجنتي ..
................

هون علينا
ذا الهوا
فجنونه قيد معصمي
وكسر قيود العطف
...............

هون علينا
ذا الهوا
فجنونه قيد معصمي
وكسر قيود العطف

...................

هون علينا
ذا الهوا
فجنونه قيد معصمي
وكسر قيود العطف
................
................

يا جمال الجنون
و نظرات الغريب
وحديث الخزامي
اطل المكوث بجانبي
واطل حديثك البعيد عن حبي
فانا لا اسمع
بل انظر بقلبي
اليك
..................
..................

إحملني
إلى أنغام عازف
.. إلى هناك ..
إلى حيث لا ادرى
إلي بحر ..
إلي كوخ صغير
ونسمة دافئة
وحبا حقيقي ..
ومدفئة

يا سارق لحن قلبي
ادم حنوك دهرا
..........................
على انغامي نايي الحزين
_______________
مروان خوري

كيف سيكون "الشرق الاوسط" الجديد؟





_________________________________________________________________
استيلاء "الدولة الاسلامية" على "عين العرب" سيورط تركيا في حرب شرسة وطويلة في سورية والعراق.. فهل خطط البغدادي لهذه "المصيدة"؟ وكيف
سيكون "الشرق الاوسط" الجديد؟ وهل سيخرج اردوغان فائزا؟

عبد الباري عطوان

نجاح قوات "الدولة الاسلامية" في اقتحام مدينة "عين العرب" والسيطرة على مواقع استراتيجية فيها، بعد حصار استمر اكثر من اسبوعين، ووسط مقاومة شرسة من المقاتلين الاكراد المدافعين عنها، يشكل نقطة تحول استراتيجية في الصراع الدائر حاليا في المنطقة، ومستقبل خطط التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة (50 دولة) لتصفية هذه "الدولة" والقضاء على قواتها باعتباره هدفا يحتل قمة اولوياته.
اللافت ان هذا "النجاح" المفاجيء جاء رغم القصف الجوي المكثف من قبل الطائرات الامريكية الحديثة لمواقع "الدولة" واستحكاماتها حول المدينة من الجهات الاربع طوال الاسابيع الثلاثة الماضية، الامر الذي يؤكد ان القصف الجوي وحده لن يحقق اهدافه، مما يحتم التدخل العسكري الارضي في اسرع وقت ممكن.
وربما لم يكن من قبيل الصدفة ان يتزامن سقوط المدينة (عين العرب)، ومواقع استراتيجية داخلها وحولها، مع تبني البرلمان التركي بالاغلبية (298 صوتا مقابل رفض 98) طلب التفويض الذي تقدم به السيد احمد داوود اوغلو رئيس الحكومة لاعطاء الضوء الاخضر للقوات المسلحة التركية بالتدخل عسكريا في اطار التحالف الامريكي، برا وجوا، في العراق وسورية، للقضاء على تنظيم "الدولة الاسلامية" قضاء مبرما، والسماح لقوات وطائرات اجنبية (امريكية) باستخدام القواعد العسكرية الموجودة على الاراضي التركية (قاعدة انجرليك الجوية).
***
هذا التفويض البرلماني يضع الرئيس رجب طيب اردوغان في وضع داخلي وخارجي صعب للغاية، لان اي خطأ في الحسابات قد يؤدي الى نسف كل انجازاته السياسية والاقتصادية التي جعلت حزبه العدالة والتنمية يفوز في جميع الانتخابات البرلمانية والرئاسية والبلدية على مدى السنوات الاثني عشر الماضية.
فاكبر حزب معارض في البرلمان التركي (الحزب الشعب الجمهوري) صوت ضد هذا التفويض، الامر الذي دفع السيد اوغلو الى اتهامه بتأييد "الدولة الاسلامية" (داعش)، مما يعني انه يريد ان ينأى بنفسه عن هذه الخطوة بالغة الخطورة، وتجنب تبعاتها.
استيلاء قوات "الدولة الاسلامية" على مدينة عين العرب يعني سيطرتها على شريط محاذ لتركيا يمتد من اقصى شرق الحدود السورية الى اقصى نقطة في غربها، ولن تفقد هذه السيطرة الا من خلال حرب برية يشارك فيها عشرات الآلاف من الجنود.
ولا نستبعد ان يكون هدف "الدولة الاسلامية" من اقتحام هذه المدينة والاستيلاء عليها في ذروة القصف الجوي الامريكي هو استدراج وتوسيع الحرب البرية ضدها ومواقعها لخلط الاوراق، والحاق خسائر كبيرة في القوات التركية التي من الواضح انها ستقوم بالدور الاكبر في هذه الحرب، واحراج الرئيس اردوغان وحكومته امام مواطنيه الاتراك خاصة، اذا تصاعدت اعداد القتلى، وامتدت العمليات الارهابية الى العمق التركي، وطالت صناعة السياحة التي تشكل مصدرا اساسيا للدخل (35 مليار دولار سنويا)، الى جانب تداعيات اخرى مثل تصدع الجبهة الداخلية وتصاعد تكاليف الحرب ماديا وبشريا.
الرئيس اردوغان كان ذكيا عندما اجل اي تدخل في الحرب ريثما جرى الافراج عن جميع الدبلوماسيين الرهائن لدى "الدولة الاسلامية" كانوا في قنصلية بلاده في الموصل (49 دبلوماسيا)، ولكن الدخول في الحرب ربما يعرض ارواح مئات او حتى آلاف من الجنود الاتراك للخطر، ويدفع بـ"الدولة الاسلامية" الى تدمير ضريح سليمان باشا اب السلاطين العثمانين، حيث يحاصره المئات من قواتها في الوقت الراهن استعدادا لتدميره فور اقرار البرلمان التركي بالتدخل عسكريا للقضاء عليها.
ارسال طائرات تركية لضرب اهداف خارج الحدود التركية ليس جديدا، فقد طاردت هذه الطائرات مقاتلي حزب العمال الكردستاني داخل الاراضي الشمالية العراقية قبل احتلال العراق وفي اطار معاهدة مع حكومة بغداد، كما ارسلت قوات للسيطرة على الجزء التركي من قبرص في مطلع السبعينات، ولكنها المرة الاولى التي ترسل فيها قوات الى الارضي السورية والعراقية معا في حرب مفتوحة على جميع الاحتمالات ومرشحة للتوسع والامتداد لعدة سنوات.
لا نعرف تفاصيل خطة التدخل التركية في اطار التحالف الامريكي "الخمسيني"، وكيفية هذه المشاركة، فقرار البرلمان صدر في ساعة متأخرة الخميس، لكن ما يمكن ان نتكهن به ان السيد اردوغان قرر ان يضع كل ثقله العسكري والسياسي خلف هذا التحالف، ويجعل من بلاده "باكستان" اخرى بالمقارنة مع دور الاخيرة في الحرب الامريكية لاخراج القوات السوفيتية من افغانستان اولا، ثم اسقاط حكم حركة طالبان في كابول بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 ثانيا.
"الدولة الاسلامية" ليست حركة "الطالبان" كما انها لا تشبه تنظيم "القاعدة" والظروف العسكرية والسياسية المحيطة بالتنظيمين، فهي تسيطر على اراضي اكبر من مساحة بريطانيا العظمى، وتملك اسلحة حديثة متطورة، ووفر لها التحالف الدولي غطاء "شرعيا اسلاميا"، حسب ادبياتها، قد يمكنها من تجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين العراقيين والسوريين والاسلاميين من مختلف انحاء العالم للقتال في صفوفها.
***
الرئيس اوباما اعترف بأنه اخطأ في تقدير قوة "الدولة الاسلامية" وخطرها، وربما يكون مصيبا هذه المرة، لان عدد قوات هذه الدولة التي هزمت جيشا عراقيا تكلف بناؤه وتسليحه 25 مليار دولار، واستولت على نصف العراق وثلث سورية يزيد عن مئة الف مقاتل ومسلح تسليحا "مجانيا" جيدا من غنائم الجيش العراقي الامريكية، وحتى تتم هزيمته يحتاج الامر الى اكثر من مئة الف جندي على الارض، حسب تقديرات السير الجنرال ديفيد ريتشارد قائد الجيش البريطاني السابق.
نستطيع ان نقول الآن، وبعد قرار البرلمان التركي، واقتحام مدينة "عين العرب" ان حربا حقيقية ستبدأ، وتحالفات جديدة ستنشأ، وشرق اوسط جديد مختلف سيولد، ولا احد يستطيع ان يتنبأ بالشكل الذي سيكون عليه وطبيعة المعادلات السياسية والعسكرية التي ستحكمه.
تركيا اردوغان وضعت كل بيضها في سلة اوباما وحلفه، ولم تفعل ذلك الا بعد اتفاقها معه على كل التفاصيل، ومن ابرزها سورية بدون الرئيس بشار الاسد، بعد ان تحول خلاف الرئيس اردوغان معه الى ثأر شخصي مهما كلف الامر، فهل تحصل على ما تريد آجلا ام عاجلا، وما هو موقف ايران وروسيا والصين؟ وهل ستستمر في موقف المتفرج؟
الايام المقبلة ستحمل لنا الاجابات وليس امامنا غير الانتظار (وتعداد الضحابا) الذي لا نملك غيره ومعنا معظم شعوب المنطقة التي ستدفع الثمن في نهاية المطاف ايا كان المنتصر او المهزوم.

_______________________________________
شكري عمري
Like