Pages

بسم الله الرحمان الرحيم



بسم الله الرحمان الرحيم

مرحبا بكم

Meditations

Sep 9, 2014

النقيض التام للسلامة السياسية الغربية، الباعثة على التثاؤب، المساومة، عديمة الشكل والمضمون (في نظر المنضم الى داعش)


بقلم: حاييم آسا
.............

لا شك لاحد بان تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) هو تهديد لوجود اسرائيل والغرب باسره، ولا سيما لانه يعتمد على جمع القوة في الوعي بشكل شبكي وليس خطي. فما المعنى؟ جمع القوى البشرية من اماكن مختلفة في زمن قصير جدا، في آن واحد عمليا، لابناء ثقاقات مختلفة، يمكنهم ان يروا في هذا التنظيم، رغم أنه سليل للقاعدة السنية، كرمز للتمرد على ما هو قائم، في السياق الشخصي للاشخاص المغتربين عن المجتمع الذي يعيشون فيه.
وان كانت نواة داعش سنية اصولية، الا ان الفرق التي يمكن أن يجندها بسرعة تعود في مصدرها الى اغتراب الناس عن المجتمع الذي يعيشون فيه، والاغتراب عن أنفسهم. وهكذا يمكن أن نرى فرنسيين وبريطانيين ينضمون الى التنظيم، يعملون باسمه، وباسم الخلافة السنية.
داعش هو حملة وعي سياسي – ثقافي تترافق ومناورات عسكرية تخلق رعبا من جهة، واعجابا من جهة اخرى في اوساط الفرد المغترب، الذي يرى في القدرة الداعشية في ضرب النظام السوري او الامريكي كشرارة أمل. وينفذ التنظيم مناورات ضد من يبدو متفككا، كي يجمع القوة العملية من خلال تحويل المدن المحتلة الى معاقل “الدولة الاسلامية” في العراق وكذا في سوريا – الحملة التي تخلق في نظر المرشح للانضمام الى داعش صورة تجدد . كما ان الوحشية هي استراتيجية خلق صورة التصميم والايمان. النقيض التام للسلامة السياسية الغربية، الباعثة على التثاؤب، المساومة، عديمة الشكل والمضمون (في نظر المنضم الى داعش) .
إذن كيف نوقف داعش؟ هذه ليست مسألة لعناية الجنرالات، بل مسألة لعناية علماء الاجتماع وعلماء النفس الذين يهتمون بالسياقات الاجتماعية – الثقافية. وهاكم بضعة نصائح، تركز على جانب الوعي:
1. المس بالصورة التجددية العسكرية. وهذا يمكن تحقيقه من خلال عمليات هجومية متوازية على عدد من مراكز قوة داعش، مثلا: الموصل في العراق ودرعا في سوريا. فالهزائم العسكرية المحلية ستنتج موجة معاكسة لـلتجدد في التنظيم وسيكون فيها ما يلقي بالشك على قدرته على الانتصار على الغرب. لمثل هذا الشك توجد اهمية كبيرة لتقليص الرغبة في التجند لصفوفه، لان الايمان بالانتصار هو حجر اساس في ارادة الفرد للتضحية بحياته.
2. حملة كثير من “المعارك المحلية” المتوازية، التي لكل واحدة منها يوجد تفوق للائتلاف الغربي الى جانب القوات الاسلامية السنية “سوية العقل”. مثل هذا الامر سيزيد خنق الوعي ضد داعش. عناصر سنية قائمة في دول الخليج، الاردن، مصر، السعودية وكذا لبنان والعراق. ويجب على الانتصارات أن تظهر كانتصارات سنية مضادة لداعش.
3. المواجهات الموازية يجب أن تتم على الارض، حيث تكون العناصر الجوية مساعدة لها في الاستخبارات وفي النار.
4. الحملة المضادة يجب أن تتحقق بسرعة، في الاشهر القريبة تماما من أجل منع امكانية أن يضاعف التنظيم لضعفين أو ثلاثة اضعاف قواته وبالاساس خلايا العمل لديه في ارجاء الدول الغربية كلها.
5.الحملة العسكرية يجب أن تترافق وخطب رجال الدين السنة أسوياء العقل مما يضعف “الصورة الاخلاقية” لداعش.
6. الحملة الموصوفة اعلاه هي شكل جديد للصراع يستوجب هز الفكر العسكري الغربي، وكذا الاسرائيلي. ومثل هذا التغيير يستوجب استثمارات كبيرة لانه تغيير للتفكير او للمدرسة العسكرية، مما يستوجب هز للفكر وغرس لبدائله على نحو غير بسيط.

اسرائيل اليوم
8/9/2014
..........

المصدر: http://www.raialyoum.com/?p=148801

No comments: