Pages

بسم الله الرحمان الرحيم



بسم الله الرحمان الرحيم

مرحبا بكم

Meditations

Sep 14, 2014

ليس للإسلام أعداء




__________________________________________________________________
هناك فقط خوف رهيب من شخصية المسلم الحق المتوازنة و المطمئنة التي تضرب عرض الحائط بكل تصورات المفكرين حول عالم الإنسان. شخصية المسلم غير مفيدة للقابضين على اقتصاد العالم و موظفيهم من الساسة في جميع أنحاء العالم. ليست هناك عظمة، هناك سياسة اقتصادية عالمية و هناك سيطرة نسبة قليلة من الأغنياء على ثروات العالم و استغلال بشع للإنسان عبر طرق استعبادية تتجدد، ليس الاستعمار إلا مرحلة من مراحل تطورها.
قمة الاستعباد اليوم تكمن في استعباد العقول بتآمر مع المسؤولين على هذه الشعوب من الداخل من خلال عقد الاتفاقيات و من خلال التحكم الخارجي بواسطة منظمات المجتمع المدني و الدفاع الظاهري عن حقوق الإنسان.
إنسان إثيوبيا لم تتحسن حاله إلى اليوم و كذلك الفقر لا يزال قابعا في نفس البقاع من العالم.
لقد تغيرت الأوضاع في بعض المناطق من العالم التي تعامل قادتها (و البون شاسع بين القادة و الحكام) مع شعوبهم فيها مع مسألة التنمية من خلال بناء الإنسان، أي تغيير نمط تفكيره و أسلوب حياته. فما لم يتحرر الإنسان من الداخل، سيبقى دائما يسقط أسباب فشله و تقهقره على غيره من البشر و الظواهر كالمؤامرات الخارجية.
هناك استغلال للعواطف و استثمارها في إنتاج جهل جديد، ليس عمقه الأمية، لكن النظرة السطحية للأمور و إرضاء الأهواء و النزوات الغريزية و تعطيل ما أمكن للقدرات الفكرية.
الملاحظ في الدين، و في الخطاب الإلهي على الخصوص تلك الدعوات لإعمال العقل من خلال المصطلحات التي تتكرر في سياق الدعوة إلى ذلك(التفكر، التدبر، النظر، التبصر، التفقه). كما أن الخطاب الإلهي خطاب تصويري مع الإحالة إلى القصص، و هو أسلوب يخاطب العمق الإنساني بحيث يحصل من خلاله الفهم السريع الذي يؤدي إلى التفاهم، حيث أن الإنسان في عمقه يفكر بالصور، و هذه مفاهيم و تقنيات توصل إليها الباحثون في البرمجة العصبية اللغوية مؤخرا لما لها من تأثير في تغيير نظرة الإنسان إلى نفسه و تحقيق تغيير ظروفه.
هنا أعود إلى منطلق تعليقي أن ليس للإسلام أعداء بل هناك تخوف من صناعة مجتمعات غير استهلاكية، مجتمعات واعية، مجتمعات قد تنبثق منها تنظيمات تفرض المساوات بين الإنسان و الإنسان، و تلك هي القضية الحقيقية بعيدا عن أي مناداة بمساواة غيرها ظاهرها الحق و باطنها الباطل.
أما تحقيق التقدم في مناحي التنمية الداخلية و الذاتية، فلن يتحقق بالمقاومات التقليدية و بالثورات و لا بالانقلابات على الأنظمة القائمة، تلك كلها توجهات و اختيارات متحكم فيها جيدا من طرف مهندسي تدبير الثروات العالمية من أباطرة رؤوس الأموال الذين يتحكمون في جميع السياسات الاقتصادية و المالية و الاجتماعية، بل ربما يأتي الخلاص من داخل كل فرد بأن يعتمد النقد الذاتي و أكبر قسط من التسامح مع النفس و مع الغير. و ربما يأتي الخلاص بعد مدة من تفاهمات/تجمعات مدنية سلمية (فالعنف و الحرب هو اختصاص أصحاب المال) تحصل داخل المجتمعات تركز على مقاومة و إسقاط عناصر الفساد الإدارية اللامركزية فردا فردا بالتدريج بعيدا عن حلم الثورة التي تعمل منهجيتها الإديولوجية على الوعود الفردوسية من أجل هدم متعمد من أجل الاستثمار في بناء آخر بمصالح أخرى.
المرض داخلي، و ما لم يتم التعامل معه داخليا فإن كل فعل تجاهه من منطلق آخر إنما هو فعل هدم يساند الهجومات الخارجية و التدابير الاقتصادية و السياسية العالمية و الاجتماعية المحلية التي تعتمد عليها.. كمن يسجل إصابات على فريقه دون علم منه لانقلاب موازين الاتجاه لديه.
هذا الانقلاب هو ما حدث لعقول شعوب البلدان التي كانت ترزح تحت نير الاستعمار بعد خروجه باعتماد السياسات التعليمية و الاقتصادية و البنكية التي تأله و تدعن للتوجيهات الخارجية. بلدان "العالم الثالث" أو "البلدان النامية" كما علمونا تسميتها من الداخل نحن خير أمة أخرجت للناس.
ليست هناك مؤامرة و ليس هناك أعداء للدين، هناك استعمار من نوع آخر و استنزاف لثروات المستعمرات السابقة المقسمة و المضعفة في تطور حضاري مستتر و مستمر يحكمه الاستعباد منذ غابر الأزمان، حاربه المستضعفون بقيادة بشر عاديين و بقيادة الأنبياء.
خارج الدين و الارتباط العاطفي القوي الذي يتركز في الإيمان، هناك الركوع للأسياد. هم المفكرون فقط الذين لا يركعون، و أغلبهم يصابون بالجنون أو فقط.. ينعزلون لعِظم اللعبة الاقتصادية !
إن الذين ينسون الله ينسيهم الله أنفسهم و لا يغير الله ما بهم حتى يغيروا ما بها.
________________________________________________________________
عـــــــلال فــــــــري
المغرب

No comments: