Pages

بسم الله الرحمان الرحيم



بسم الله الرحمان الرحيم

مرحبا بكم

Meditations

Aug 30, 2014

لكي ننتصر فلنتذكر: من أجل ماذا نقاتل؟

أود أن أكتب هذه الكلمات وكأني واحد من أهل غزة، قد اجتمعتُ بأهل منطقتي المدمرة وجلسنا فوق الركام في هذه الساعة المباركة قبل غروب شمس الجمعة لأقول لهم:
أحبتي، فلنتواصَ ولنذكر أنفسنا: من أجل أي شيء نقاتل؟

- للقتال في الإسلام غاية واضحة: قال تعالى: (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله)، أي حتى يدين العباد في كل شيء لله تعالى: في تشريعهم وسياستهم وحياتهم الاجتماعية وشعائر عبادتهم...
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله)...كلمة الله، لا آراء الشعب...كلمة الله، لا النظام الدولي ولا أهواء الناس.

- هذه هي الغاية التي نقاتل من أجلها، والتي يجب أن تكون واضحة في عيوننا ليتقبل الله تضحياتنا، ويجب ألا تخالفها الشعارات والتصريحات والمواقف.
- هذه هي الغاية التي بتحققها تتحقق الحرية والكرامة والعدل والأمن الذي نبحث عنه.

- هذه هي الغاية التي تعلو مصلحتها على مصلحة الوحدة الوطنية إن كان بعض أبناء "الوطن" يكيدون لدين الله في السر والعلن.

- بعد هذا، فمن قُتل من أجل هذه الغاية فهو فائز،كما قال حرام بن ملحان عندما أرسله النبي صلى الله عليه وسلم في وفدٍ فطعنه الكفار غدرا برمح من ظهره نفذ من صدره فجعل يمسح بدمه على وجهه ويقول: (فزت ورب الكعبة).

- بعد هذا، فمن الخطأ الحكم على النصر والهزيمة من خلال عدد القتلى و"الخسائر المادية" من طرفنا وطرف عدونا...

- لو كنا نحن المسلمين في غزة أو غيرها من يختار خوض معركة لقلنا إن علينا أن نراعي كثرة القتل والدمار عند اتخاذ القرار بخوض الحرب من عدمه. لكن عدونا يفرض عليهم المعركة، فيبقى علينا تنقية النية في قتالهم.

- يبقى علينا أن نذكر أنفسنا: نحن ندافع عن أرضنا، أي نعم، لكن لنتذكر أننا نفعل ذلك ديانةً، لا لننظم حياتنا وفق أهوائنا بعد التحرير، بل وفق دين ربنا الذي استنصرناه سبحانه...(ليكون الدين كله لله). وحينئذ فقتلانا ليسوا خسائر بشرية بل شهداء اصطفاهم الله...(ذلك الفوز الكبير).

- أحبتي، الفوز والهزيمة لا يقاسان بعدد القتلى، بل بما يقاتَل من أجله. فلنذكر أنفسنا بما نقاتل من أجله لتكون كل تضحية نضحيها وكل نفس نقدمها...فوزا جديدا.
……………………………………………

الشيخ الدكتور إياد قنيبي

No comments: