Pages

بسم الله الرحمان الرحيم



بسم الله الرحمان الرحيم

مرحبا بكم

Meditations

Feb 3, 2013

البوصلة الذهبية


توقفت سفينة الإسلام منذ أن خبت شعلة الحضارة الإسلامية، و حتى تُبحر السفينة من جديد نحتاج لبوصلة ترشدنا للاتجاه الصحيح، لأن الإبحار من غير بوصلة هو إنتحار لا إبحار. و الغريب أننا نمتلك البوصلة الذهبية التي نستطيع بها أن نعود و نبني مجد حضارةٍ كانت و لم تزل أعظم حضارة مرت على البشرية بخيرها و سماحتها.

بوصلتنا هي قرآننا – و القرآن هو هو لم يتغير منذ أن أنزله الله تعالى على نبينا محمد صلى الله عليه و سلم، و لكن ما تغير هو فهمنا لهذا القرآن و تفاعلنا معه. هذا الفهم اعتراه الصدأ و حتى نبحر مع هذه البوصلة من جديد علينا أن نَجْلُوَ هذا الصدأ الذي اعترا فهمنا لهذا القرآن الكريم. عندما نبدأ بتحرير البوصلة ستهتز الإبرة و تبدأ بالالتفاف نحو الاتجاه الصحيح. الاتجاه الذي يجب أن نبحر باتجاهه، نبحر بأنفسنا نحوه عبر تغيير المفاهيم الخاطئة التي تربينا عليها و التي سادت في مجتمعنا حتى صارت هي قوامه و أساسه. أفكار و طرائق تفكير بالية صار لابد من التخلص منها حتى تعمل تلك البوصلة في كل منا و تقود الفرد و بالتالي المجتمع إلى بناء حضارة مشرقةٍ من جديد. الإبحار الجديد يحتاج إلى بحارة جدد أو إلى إعادة تأهيل البحارة القدماء لأن الزمن تغير و بتغيره تتغير المفاهيم و تتغير العقول و طرائق تفكيرها.

إذاً المسلمون اليوم أمام طريقين لا ثالث لهما:

أن يحاولوا جلي الصدأ عن هذه البوصلة بتحرير العقول و فهم القرآن كما يجب.
أن يتخلوا عن هذه البوصلة و يبقوا مكانهم لا للأمام إنما للخلف.
‘‘زود الله هذه البوصلة بطاقة هائلة تضمن عملها إلى يوم القيامة، تضمن عملها طوال رحلة الإنسان الطويلة إلى حيث أراد الله له أن يصل’’.

فقرآننا هو البوصلة التي تقودنا نحو الأمام، و هذه البوصلة ليست حكراً على أحد فهي تعمل بيد من يأخذها و يجلو الصدأ عن إبرتها عبر فهمهما كما يجب.

بداية القرآن وأول كلمة نزلت منه هي [إقرأ] و في هذه الكلمة استشعار للعقل و مناداة له سواء من حيث نماء العقل أو تكوينه أو إعماله.