Pages

بسم الله الرحمان الرحيم



بسم الله الرحمان الرحيم

مرحبا بكم

Meditations

Jun 24, 2011

Frontiers


Al Houdoud - Marwan Khoury 2010 * الحدود - مروان... par GCHcorp

إذا سألت فاسأل الله

بسم الله الرحمن الرحيم
إذا سألت فاسأل الله

وقف عماد يتأمل المناظر الطبيعية الخلابة التي تظهر له وهو على ظهر السفينة التي تقلّه مدعواً لرحلة ترفيهية مع صديقه المقرّب "كريم"، وبينما هو مستند إلى حاجز السفينة وقد بهرته روعة تلك المشاهد الخلابة التي تنطق بعظمة الخالق المبدع – سبحانه وتعالى – أغراه جمال المنظر أن يميل بجسده أكثر إلى الأمام ليتمكن من رؤية السفينة وهي تمخر عباب البحر وقد كانت سفينة صغيرة جميلة الشكل.
وفجأة جاءت موجة عنيفة اهتزت معها السفينة اهتزازاً شديدا فاختل توازن "عماد" وحدثت المصيبة. سقط "عماد" في قلب المحيط، وتعاظمت المصيبة ، فـ "عماد" لا يُحسن السباحة، صرخ طالباً النجدة حتى بُح صوته، وظل يصارع الموج دون جدوى، وبدأ ينادي بصوت يشبه هزيم الرعد، يا جيلاني! يا شاذلي! يا دسوقي ! يا محضار! علّهم يستطيعون إنقاذه وبينما هو يصارع تلك الأمواج العاتية ينادي بأعلى صوته؛ إذ رآه "محب" وهو رجل كهل تعلوه المهابة، في الخمسين من عمره كان مسافراً معه على ظهر تلك السفينة، وعلى الفور أطلق جهاز الإنذار ثم رمى نفسه في الماء لإنقاذ عماد.
وبسرعة دب النشاط والحركة في جميع أركان السفينة وهرول المسؤولون وتجمع المسافرون على ظهر السفينة يرقبون المشهد يبادرون بالعون والمساعدة، فألقوا قوارب النجاة إلى المياه، وتعاونت فرقة الإنقاذ مع الرجل الشهم على الصعود بـ "عماد" إلى ظهر السفينة، وتمت عملية الإنقاذ بعون الله تعالى ونجا" عماد" بقدر من الله من موت محقق، وتلقفه صديقه " كريم " معتنقاً إياه، ثم انطلق يبحث حوله عن ذلك الرجل الشجاع الذي جعله الله –تعالى – سبباً في إنقاذ حياته، فوجده واقفاً في ركن من أركان السفينة يجفف نفسه، فأسرع إليه "عماد" واعتنقه وقال: لا أدري كيف يمكنني أن أشكرك على جميلك معي؟ لقد أنقذت حياتي. فابتسم الرجل ابتسامة هادئة ونظر في الأفق متأملاً، ثم التفت إلى عماد وخاطبه قائلاً:
" يا بني ! حمداً لله على سلامتك، ولكن أرجوا أن تساوي حياتك ثمن بقائها".
تعجب "عماد" من هذه الكلمات، ونظر إلى الرجل مستوضحاً معنى كلامه. استمر الرجل في كلامه قائلاً: "لقد سمعتك وأنت تصارع الأمواج العاتية تنادي الجيلاني والدسوقي وغيرهما كي ينقذوك، فعلمت أنك بحاجة إلى الإنقاذ!".
عماد: "وما المشكلة في الاستغاثة بهم؛ أليسوا هم أولياء الله الذين يغيثون من أصابه الكرب والضيق والغرق وقد استجابوا لندائي وأرسلوك لإنقاذي؟ تبسم "عماد" عند هذه الكلمة.
بدا على "عماد" التحمس الشديد لمواصلة النقاش مع ما أصابه في هذا اليوم الصعب من متاعب، بادره "محب" بقوله لماذا لا تؤجل هذا الحديث إلى وقت لاحق كي تأخذ قسطاً من الراحة، ثم نواصل حديثنا إن شئت؛ فالوقت أمامنا طويل؟ وافق "عماد" وهو يتحسس أعضاءه التي أُصيبت بمواجع وآلام رهيبة. في عصر اليوم نفسه التقى "عماد" و" محب" على ظهر السفينة، وبدا "عماد" بحال جيدة. بادره "محب" بقوله: لعلك أخذت قسطاً من الراحة؟ هز عماد رأسه موافقاً مردداً الحمد لله .. الحمد لله.
بادر عماد "محباً" بقوله: "لقد تذكرت حديثاً يتصل بما تكلمنا عنه سابقاً".
محب: ما هو؟
عماد: قوله صلى الله عليه وسلم: "إذا تحيرتم في الأمور؛ فاستعينوا بأصحاب القبور"، أترد هذا الحديث؟
محب: لا يجوز لأحد من المسلمين أن يرد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم طالما أن الحديث صحيح.
ولكن إذا تأملت في هذا الحديث فإنه موضوع بإجماع المحدثين؛ كما أنه مخالف للقرآن الكريم لأن، الاستعانة طلب العون وفي سورة الفاتحة يعلمنا الله – تعالى – بقوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [ الفاتحة: 5 ] فهذا أسلوب يفيد الحصر؛ فإن الاستعانة لا تكون إلا بالله وحده، أي: فلا يلتمس عون من أي شيء إلا من الله سبحانه، وعليه؛ أفلا يكون هذا القول السابق معارضاً للقرآن الكريم؟
ألسنا نقرأ الفاتحة في كل صلاة ونستحضر هذا المعنى لسبب ما؟
يا صديقي عماد ! إن هذا القول لم يسمعه أحد من الصحابة منه صلى الله عليه وسلم، ولم يوجد من قال بمثله في زمان الصحابة ولا التابعين، ولم ينقله أحد من المصنفين في الحديث الصحيح.
عماد : لكنه موجود في كتاب [كشف الخفاء] للعجلوني، وهو صاحب مكانة كبيرة في الحديث.
محب : قولك صحيح ، لكن [ كشف الخفاء] صنفه العجلوني ليميز الحديث الصحيح من الضعيف ومن الموضوع؛ مما اشتهر على ألسنة الناس من الأحاديث ، لهذا كثرت فيه الأحاديث الموضوعة، وما على الذين وضعوه إلا أن يتوبوا إلى الله تعالى.
عماد: إذن الحديث موضوع ! قال عماد هذه الكلمة وبدأ كأنه مستغرق في شيء ما؛ وفجأة بادر محباً بقوله :
ولكن ما قولك في قوله – تعالى - : {فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ} [ القصص: 15]؟ ففي هذه الآية الكريمة دليل ظاهر على جواز الاستغاثة بالأموات والغائبين حينما تصيب الإنسان الأضرار والشرور.
محب: أفهم منك أخي أنك لا تميز بين الاستغاثة الجائزة والاستغاثة الممنوعة.
عماد: وهل ثمة فرق بينهما؟
محب: التفريق بينهما ظاهر وجلي وقد ذكره جملة من العلماء؛ فالاستغاثة الجائزة هي الاستغاثة بالحي الحاضر فيما يقدر عليه من الأمور الحسية في قتال أو دفع ضرر، أما الاستغاثة الممنوعة فهي محصورة بالاستغاثة بالغائب من الشدائد كالمرض وخوف الغرق وهي الحالة التي كنت بها قبل قليل.
وهنا تحرك محب وعماد إلى ركن قصي من السفينة وجلسا على مقعدين متقابلين.
عماد: لكن ألسنا نستعين بالإنسان الحي؟ وهكذا روح الولي الميت، هي كالسيف المسلول من غمده، فهو أكثر قدرةً على الإعانة، وهؤلاء الأولياء ذوو قدرة كبيرة على التصرف.
محب: أخبرني من الذي أنبأك أن روح الولي كالسيف المسلول؟ ما سند هذا القول من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم؟
رسول الله صلى الله عليه وسلم المتوفّى نصلي ونسلم عليه كلما ذكرناه أو زرنا قبره، أما أن ندعوه فهو مخالفة صريحة للشرع؛ إذ ما الفرق بيننا وبين النصارى الذين يدعون نبي الله عيسى بن مريم- عليه الصلاة والسلام – من أجل نصرهم؟ ليس لهذا معنى سوى اتباع سبيل هؤلاء.
أما ما ذكرته بأن الولي إذا مات صار أكثر قدرة على التصرف والإعانة فليس عليه دليل؛ لأن الله عالم الغيب والشهادة قد بيّن لنا في كتابه الكريم بطلان ذلك، فقال: { اللَّـهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى } [الزمر: 42] فهذه الآية تدل على أن الله يسمك الأرواح في مكان ما في البرزخ.
أما عن الموتى ، فقال – تعالى: { وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّـهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ } [ فاطر:22] وهذا عيسى بن مريم – عليه الصلاة والسلام- يقول في الآخرة كما قال الله عنه: { وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [المائدة: 117]
فإذا كان رسول الله المسيح عيسى بن مريم – عليه السلام نفسه لا علم له بما أحدثت أمته من بعده، فكيف يُقبل أن تكون روح الولي كالسيف المسلول من غمده؟
إن الله قد بين كل ذلك في آية فاصلة، هي قوله – سبحانه -: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّـهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ } [الأحقاف: 5]
بدا الإنصات الكامل على عماد؛ فها هو يسمع كلاماً شافياً من القرآن العظيم، أنصت طويلا وسكن سكوناً تاماً وهو يتأمل هذه الآيات الكريمات وكيف لم تستوقفه أثناء تلاوته القرآن التي هو حريص عليها كل الحرص.
عاد محب بمقعده إلى الوراء قليلاً وقال ملاطفاً "عماداً" ومحترماً سكونه : دعني أطلب لك شاياً تجدد به نشاطك.
ذهب "محب"، وعينا "عماد" ترمقه وهو يقول في نفسه أحق ما يقول، أم هو الباطل عينه؟ إنه يذكر آيات محكمات .. ولكن .
اصطرعت في ذهنه أفكار شتى، وأحسّ أن الأرض بدأت تدور به، أفاق ومحب واقف بجانبه وعلى وجهه ابتسامة عريضة وفي يديه كوبان من الشاي.
رشف عماد من كوبه رشفة وبدا كأنه يريد أن يُلقي بشيء إلى محب فقال له:
"عمتي تزوجت منذ زمن بعيد ولم تُنجب أطفالاً، وقد زارت كل مصحة سمعت بها من غير فائدة تذكر، وحينما ذهبت على قبر الجيلاني رُزِقت بولد جميل؛ ألا يدل هذا على قوة تصرف الأموات؟
أجاب محب بكل هدوء: ألم يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن عمل الإنسان بعد موته قائلا: «إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولدٍ صالح يدعو له» ؟ فالجيلاني – رحمه الله – انقطع عمله بنص كلام النبي صلى الله عليه وسلم، ورزق ربك لعمتك الولد هو فضل ينبغي عليك أن ترده إليه – سبحانه – لا إلى قبر الجيلاني، فكل هذه الأعمال يستمر ثوابها حتى بعد الموت، وإلا فلم يبق له أي عمل بعد وفاته.
ولو تأملت قليلاً:
هل يقدر الأموات على ما لم يقدر عليه الأحياء؟ والله –تعالى – يقول: { وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّـهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ } [فاطر: 22].
وما أسوأ أن يقُص الإنسان على الناس ألأعمال التي لا أصل لها من حيث تحقّقها سوى أن رآها فاعلوها حسنة في أعينهم فأكبروها لتعظيم من زيّنها لهم من البشر.
إنّ من ذُهب به إلى القبر فشُفى، فلعله شُفي حقاً، أما أن يكون الميت وسيلة يُستشفى به فهذا ما لا يمكن قبوله أبداً. وها نحن نرى أتباع الطريقة القادرية يغرزون السكاكين في أبدانهم ويحسبه بعض الناس كرامات خُصّ بها القوم، وكذا الهنود، فهم معروفون بإنفاذ السيوف في أجسادهم، ويغرزون في خدودهم قصبات سمكها كخشبة المطارق حتى تنفذ من الشق الآخر، فلو كان صنيع القادرية كرامات لوجب أن يُنسب هؤلاء الهنود إلى فعل المعجزات.
والحقيقة أنها لا علاقة لأفعال أحد من الفريقين بالدين، بل يجب تنزيه الدين عن مثل هذه الأفعال.
عماد: ولكن الشيخ عبد القادر الجيلاني في بعض شعره يقول:
مريدي إذا ما كان شرقاً ومغرباً *** أُغيثه إذا ما صار في أي بلدة
وقد شهدت بعض الحالات التي استغاث بالمريد فيها بشيخه فتمثل له وأنقذه مما هو فيه من كرب وضيق.
محب: إن كلامك هذا تنقضه الآيات القرآنية؛ حيث قال – تعالى: {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَـٰهٌ مَّعَ اللَّـهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ } [ النمل: 62 ] فإذا ما ظهرت للمرء حاجة فسأل قضاءها من غير الله – سبحانه وتعالى؟ فكيف له أن يشعر بوجوب التجائه إلى الله سبحانه وتعالى؟
ومن ناحية ثانية فإن أكثر ما يُذكر عن هؤلاء الشيوخ غير صحيح والشعر المذكور آنفاً نعدّه من هذا القسم، فإذا كان قد اختُلِق الكذب بالآلاف من الأحاديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فكيف لا يكذب على عبد القادر الجيلاني أو الجنيد أو الإمام الرباني؟ ولو فرضنا أن عبد القادر الجيلاني جاءنا وذكر لنا هذا الشعر لم نسلم له به معتذرين عنه بقلة علمنا إلى جانب علمه، بل نرده عليه غير مترددين؛ لأننا سنُحاسب يوم القيامة عن القرآن وليس عن عبد القادر الجيلاني.
عماد: ألا يستعين الناس بعضهم ببعض؟ فكيف لا يُستعان بغير الله إذن؟
محب: توجد العديد من الآيات والأحاديث التي تحث على التعاون والتناصر، لكن الكل يعلم أن طلب المعونة من الأموات تختلف عما نحن فيه؛ فبعض الناس يستعينون بهم في المواضع التي يجدون أنفسهم عاجزين عنها، فيدعونهم لدفع ضر أو جلب مصلحة متخذين وسائل خارقة للعادة.
وأضرب مثلاً: واجه بعض الناس سيلاً جارفا وهم ركوب في سياراتهم، فدعا أحدهم الرفاعي قائلا: يا سيدنا يا رفاعي يستعين به، ولو أن هذا الداعي سأل الله العليم البصير الخبير الذي لا يخفى عليه شيء لكان قد أحسن الصنع ولكنه يسأل السيد الرفاعي الذي يرقد في قبره؛ فهذا يعني أنه يؤمن بأن الرفاعي قادر على سماع دعائه والمجيء إلى ذلك المكان وإعانته فوراً، فهذا الداعي يتخيل في الرفاعي بعض الصفات التي هي فوق صفات البشر، منها: الحياة والعلم والسمع والبصر والإرادة والرحمة والقدرة، والحياة خلاف الموت، فلو لم يكن يعد الرفاعي حيا لما دعاه أو سأله المعونة، ولو كان هذا الفعل صواباً لفعله صحابة محمد صلى الله عليه وسلم مع وقوعهم في المضائق والكربات، ومع هذا لم يُذكر عن أحد منهم أنه استغاث بالنبي صلى الله عليه وسلم.
تقطب جبين عماد حين سماعه لهذه الكلمات وقال معارضاً: من المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم يُغيث أمته ويلتقى بالصالحين منهم. محب: أخي! من الذي جعل هذا معلوماً؟
رسولنا صلى الله عليه وسلم بلّغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وهو يقول فيما ذكره الله على لسانه: { قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا} [ الأعراف: 188] وجسده الشريف في قبره لا يخرج منه إلى يوم القيامة.
عماد: ما الدليل على هذا ؟ بل النبي صلى الله عليه وسلم يخرج من قبره ليُغيث أمته.
محب : الدليل قول الله – تعالى-: {ثُمَّ إِنَّكُم بَعْدَ ذَٰلِكَ لَمَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ} [المؤمنون: 15-16] وثم للتعقيب أي أننا نموت وبعدها نُبعث من غير فصل، والخطاب عام فيشمل المرسلين وغيرهم.
وفي الحديث عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما- أنه كان يقول: لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لي: ما لي أراك منكسراً؟ فقلت: يا رسول الله! استُشهِدَ أبي وترك عيالاً وديناً، قال: «أفلا أبشرك بما لقي الله به أباك؟ قلت : بلى يا رسول الله ! قال: ما كلم الله أحداً قط إلا من وراء حجاب، وأحيا أباك كفاحاً فقال : يا عبدي تمن علي أُعطِك، فقال: يارب ! تحييني فأُقتل فيك ثانية فقال الرب: إنه سبق مني: أنهم إليها لا يُرجعون»
وعن ابن عمر – رضي الله عنهما – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « إذا مات أحدكم عُرِض عليه مقعده بالغداة والعشي، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار، فيُقال: هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة » . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خُلق آدم، وفيه قُبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا علي من الصلاة فيه؛ فإن صلاتكم معروضة علي» قالوا : يا رسول الله! وكيف تُعرض صلاتنا عليك، وقد أرمت؟ يقولون: بليت، قال: « إن الله حرّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء» فهذا الحديث يدل على أن أجساد الأنبياء- عليهم السلام – لا تُفارق قبورهم.
والقول بأنه يخرج من قبره ليُغيث الأمة فيه مخالفة صريحة لكلام الله جل وعلا، ألم يقل الله – تعالى - : {قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ} [غافر:11].
فخروج النبي صلى الله عليه وسلم من قبره مخالفة لهذه الآية الكريمة.
عماد: وكيف هذا؟
محب: من المعلوم أن الله خلقنا من العدم، وهذه هي الموتة الأولى، ثم بعد ذلك نموت في الدنيا واحدة، وبعد الموت حياة أخرى؛ فالقول برجوع النبي صلى الله عليه و سلم أو الرجل الصالح من قبره فيه مخالفة ظاهرة لهذه الآية، فتكون ثلاث موتات وليست موتتين.
عماد: كلامك جيد! ولكن لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يُغيث بروحه وليس بجسده؛ وكذلك الأولياء يُغيثون بأرواحهم.
محب: أخي عماد! أنا لا أدري حقيقة من أين تأتي بهذه الأفكار! المسألة سهلة يسيرة: الله خلقنا وعلينا إفراده بالعبادة؛ فما الحاجة للاستغاثة بغيره وهو موجود سبحانه وتعالى، ومع هذا تأمل هذا الحديث الشريف:
عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سألوه عن هذه الآية: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [ أل عمران: 169] فقال صلى الله عليه وسلم: « أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلّقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى تلك القناديل، فاطّلع إليهم ربهم اطلاعه، فقال: هل تشتهون شيئاً ؟ قالوا: أي شيء نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا؟ ففُعِل ذلك بهم ثلاث مرات، فلما رأوا أنهم لن يُتركوا من أن يُسألوا، قالوا: يارب ! نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نُقتل في سبيلك مرة أخرى، فلما رأى أن ليس لهم حاجة تُركوا» .
ويُستفاد من هذا الحديث:
1-أنهم سألوا ربهم أن تُرد أرواحهم في أجسادهم، وهذا صريح في أنها قد فارقتها بالموت.
2-أنهم تمنوا الرجوع إلى الدنيا ليقاتلوا في سبيل الله لما رأوا من عظيم ثواب الشهادة، فمُنِعَوا من ذلك، فقد انقطع التكليف وانقطع العمل وما بقى إلا الجزاء؛ فإذا لم يملكوا هم لأنفسهم نفعاً ولا حياة ولا تصرفاً، مع كرامتهم عند ربهم ووجاهتهم عنده؛ فكيف يملكون لغيرهم من الخلق جلب منفعة أو دفع مضرة؟!
عماد: لكن الشهداء لا يموتون.
محب: الشهداء أحياء عند ربهم . قال الله تعالى : {وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَـٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ } [ البقرة: 154] فهذه الحياة برزخية ليست مما نشعر بها، ولو كنا نستطيع الشعور بها لما تأسف رسول الله صلى الله عليه وسلم على عمه حمزة الذي مات شهيداً، ولو كان حمزة يجيب المنادي لجاءه أحياناً ولسأله قضاء بعض الحاجات.
وقال – تعالى – عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ} [الأنبياء: 34] وقال: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ} [الزمر:30].
فما معنى الموت ها هنا؟ وما الذي يدل عليه إذا كان لا يزال يخرج من قبره ويُغيث الناس؟
والله – تعالى – يقول: {وَاللَّـهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} [النحل: 19-21].
وما أكثر الذين يستعملون كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم لأغراضهم السيئة! فهؤلاء يفترون على الله الكذب لتدوم لهم السيطرة على الناس، وهم يضلونهم بزعمهم أن رسول الله حيُّ وأنهم لهم معه لقاءات رغم الكثير من الآيات التي يخفونها، حتى إن منهم من يدّعي في رسول الله أنه نقيب المفتشين، يراقب من حول الشيخ.
عماد: لو شاء الله أما يمنح المحضار أو الدسوقي أو الجيلاني أن يجيب المستغيث به؟
محب: الله على كل شيء قدير، ولكن لا يصلح أن يستدل بقدرة الله على جواز مثل هذا؛ فمن ذا الذي يستطيع أن يدّعي في أحد هؤلاء قدرة خاصة وكل هذه الآيات بين أيدينا؟ ونحن كلنا ورسل الله معنا عباد الله تعالى، والله –تعالى- ربنا ومليكنا، ولا يملك العبد أمام سيده شيئاً وكذلك كل الناس بين يدي الله وإن كانوا رسلاً.
محب: أخي عماد!
عماد: نعم!
محب: بقى أمور لابد لك من التبنه لها في مسألة دعاء غير الله وهي أمور لا ينفك عنها من دعا غير الله.
عماد: مثل ماذا؟
محب: أولاً: أن من يدعو غير الله من الأموات أو الأحياء لا ينفك من اعتقاد علمهم بالغيب، ولا شك أن الله جل وعلا {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ } .
ثانياً: أن من يدعو غير الله من الأموات أو الأحياء الغائبين لا ينفك من اعتقاد أنهم متصرفون في الكون.
عماد: هذان والله أمران عظيمان، إني أبرأ إلى الله من دعاء غيره!
بدا البشر والسرور على وجه محب، وقال: بارك الله فيك أخي عماد! فهذا هو دأب باغي الحق العودة والأوبة إلى صراط الله. وفي هذه الأثناء اهتزت السفينة هزة خفيفة ابتسم محب، وابتسم عماد.
واستأنف محب حديثة بقوله: وزيادة على ما ذكرته فسأبين لك هدي محمد صلى الله عليه وسلم والأنبياء من قبله في الدعاء إن مسهم الضر:
1-أيوب عليه السلام : قال الله – تعالى- : {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴿٨٣﴾ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ} [الأنبياء: 83-84].
2- ذو النون يونس بن متى عليه السلام : قال الله تعالى: {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٧﴾ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ} [الأنبياء: 87-88].
3-يوسف بن يعقوب عليهما السلام: قال الله –تعالى- {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ ﴿٣٣﴾ فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [يوسف : 33-34].
4-زكريا بن عمران عليه السلام: قال الله – تعالى - : {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ﴿٣٨﴾ فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّـهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ} [آل عمران: 38-39]. وقوله تعالى: {وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ ﴿٨٩﴾ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء:89-90].
5- موسى بن عمران عليه السلام : قال الله تعالى: {وَقَالَ مُوسَىٰ رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ﴿٨٨﴾ قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٨٩﴾} [يونس: 88-89].
هذا دعاء الأنبياء الذين اصطفاهم واختارهم، فهم خير البشرية ولبابها، ترى الواحد منهم إن مسّة البأساء أو الضراء رفع يديه لرب الأرض والسماء يدعوه ويسأله أن يكشف ما به من ضر، فلم لا نقتدي بهم؟ أخبرني يا عماد؟
عماد : عن أي شيء أخبرك ؟
محب: ماذا يقول من يدعو غير الله ؟ أليس يقول:
يا حسين أغثني!
يا دسوقي اشفني!
يا بدوي انصرني!
يا شاذلي ارزقني مالاً أو ولداً!
والله – تعالى- يقول: { وَلَا تَدْعُ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَنفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ} [يونس:106]. {فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ } [الشعراء:213]. {وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [القصص: 88]. عماد: سبحان الله ولكن أخبرني ما هو هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في الدعاء؟
محب: دعنا نناقش هذا في مجلس قادم بارك الله فيك.
عاد محب إلى حجرته في السفينة وذهنه مليء بأفكار مصطرعة ما بين تعجب وإشفاق وفرح لصديقه.
قام إلى منضدته واستل قلمه، وكتب الرسالة التالية إلى عماد:
رسالة إلى عماد .. إذا سألت فاسأل الله .
رسالة صادقة أبعثها إليك.
«إذا سألت فاسأل الله ».
أخي الحبيب:
إنّ نصح نبينا محمد – عليه الصلاة والسلام- لأمته فوق كل شبهة، وإشفاقه عليها ليس مجالاً لأدنى شك، كيف لا وهو الذي بذل الغالي والنفيس في سبيل دعوته؛ فإذا أمرني وإياك بأمر وجب تقديم أمره على كل مقدم، وقد قال – هو بأبي وأمي-: « إذا سألت فاسأل الله» .
إن قلبك ليدمى حرقة ولوعة وأسى حين تسمع السؤال؛ ولكن لغير الله، والدعاء؛ ولكن لأصحاب القبور، والالتجاء؛ ولكن لشخص من البشر.
أخي الحبيب: ألا ترى تلك الجموع وقد خطت رحالها بباب البدوي أو المحضار أو الجيلاني أو الحسين سيد شباب أهل الجنة، ألا تراهم يتفيؤون نسائم الرحمات، ويتلقون برد الرحمة والرضا، أتراهم على جادة أم عن الجادة نكصوا، وقد قال جد الحسين صلى الله عليه وسلم: «إذا سألت فاسأل الله» .
أتراهم سألوا الله أم سألوا غيره؟
أيها الحبيب: استمع معي إلى قول الله –تعالى-: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ } [البقرة: 186]، هل تأملت لماذا هو قريب؟ ولماذا هو يجيب دعوة الداعي؟
أَلِأَجل أن يُدعى غيره؟ أم لأجل أن يُلتجأ إليه ويُوحد في الدعاء؟
حكّم عقلك. استمع إلى قوله – تعالى- {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} [الرعد: 14].
أتظن أن الماء سيبلغ فاه؟
لا، والله!
أتحب أن يكون وصفك كما هو في آخر الآية؟ إني والله عليك مشفق.
استمع أيها الحبيب إلى هذه الآية: {وَلِلَّـهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ } [الرعد:15].
أترى أنه بعد هذه الآية يجوز السجود لغير الله؟
استمع للآية التي تليها: {قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّـهُ ۚ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّـهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّـهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} [الرعد:16].
لا والله لا يستوي الأعمى والبصير.
أخي الكريم! أسمعت هذه الآيات؟
ألا تراها واضحة في صرامة صارمة في وضوح؟ هل تحتاج بعد هذه الآيات إلى برهان ودليل؟ ومع هذا ها أنت تسمع من طرف قصي:
ناد علياً مظهر العجائب *** تجده عوناً لك في النوائب
وآخر تراه وقد التزم القضبان الحديدية لقبر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، أو قبر السيدة زينب أو قبر البدوي وهو يبكي بكاء مراً وينشج نشيجاً متقطعاً ويرجو ويخشى.
لمثل هذا يذوب القلب من كمد *** إن كان في القلب إسلام وإيمان
فبالله على نفسك فلتبك، وعلى بؤسك فلتحزن، أيُدعي غير الله في أرض الله، استمع إلى كلام الإمام الصادق- عليه رحمة الله – وهو إمام من أئمة آل البيت:
" فوالله ما نحن إلا عبيد للذي خلقنا واصطفانا، ما نقدر على ضر ولا نفع، إن رحمنا فبرحمته، وان عذبنا فبذنوبنا، والله ما لنا عليه من حجة، ولا معنا من الله براءة، وإنا لميتون ومقبورون ومنشورون ومبعوثون وموقوفون ومسئولون ... " إلى آخر كلامه رحمه الله.
ألم تر أن الحق تلقاه أبلجا *** وأنك تلقى باطل القول لجلجا
فأين ذهب عقلك وأنت تدعو غير الله؟
أين ذهبت بصيرتك؟
أين ذهب بصرك؟
أرأيت الآيات المحكمات؟ أرأيت الكلمات النيرات؟ ومع هذا إنك لتأسى وأنت تسمع بعض المضلين يستدل بما هو متشابه محرضاً به على الشرك بالله من مثل قوله –تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} [ المائدة: 35].
ويقولون: إن الوسيلة هي ما يُتَوسلُ به إلى الله، وهذا صحيح، ولكن هل مما يُتوسل به ذوات بني آدم وقبورهم؟ إن الوسيلة هي السبب الذي يقربكم إليه – سبحانه – من فعل الخيرات والأعمال الصالحة.
إذن فليس مما يُتوسل به ذوات الصالحين وقبوهم، وإنما المراد بالتوسل في الآية التوسل بالعمل الصالح من إيمان وتوحيد ودعاء، ونحو ذلك.
استمع إلى هذه الآيات من سورة النمل، ثم تأمل تلك التعقيبات العجيبة آخر آية: { أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَـٰهٌ مَّعَ اللَّـهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ } [النمل: 60].
{ أَإِلَـٰهٌ مَّعَ اللَّـهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ } [ النمل: 60].
{أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَـٰهٌ مَّعَ اللَّـهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [ النمل:61].
{ أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَـٰهٌ مَّعَ اللَّـهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ } [النمل: 62].
{ أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَـٰهٌ مَّعَ اللَّـهِ تَعَالَى اللَّـهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [النمل: 63].
{ أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَـٰهٌ مَّعَ اللَّـهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } [ النمل: 64].
{فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ} [ الشعراء: 213].
{الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ} [ ق: 26].
أرأيت صولة الحق؟ ألا تنظر إلى وضوح الحجة وقوتها؟
هذا هو دين رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا هو دين أوليائه، هذا هو نهجهم، هذه هي عقيدتهم، فأين نحن منهم؟ أين نحن من تطبيق منهجهم؟
لقد آن للسماء أن تفتح أبواباً وللجبال أن تسير سراباً، حين تسمع داعياً يقول: يا جيلاني، يا رفاعي ، يا محضار!
واهاً لكم يا أولياء الله ! فكم كُذِبَ علي الدين باسمكم، وكم اُفتري على الشريعة برفع شعار حبكم.
أيها الكريم: تأمل معي قول الله – تعالى - : {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [ الأعراف: 194] ماذا تفهم من هذه الآية؟ ما الذي تعقله منها؟ أتفهم منها دعاء الدسوقي عند المصائب؟
أم دعاء الحسين عند الكربات؟ أم اللجوء إلى المحضار عند المضائق؟
أين عقلك؟
أين بصرك؟
أين بصيرتك؟
إن هذا كلام ربنا خالقنا الذي له ملك السماوات والأرض وهو على كل شيء قدير، أتدري من هو الله؟! استمع إليه وهو يقول: {قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّـهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ} [ يونس: 31].
ويقول – تعالى-: { قُل لِّمَنِ الْأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿٨٤﴾ سَيَقُولُونَ لِلَّـهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴿٨٥﴾ قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ﴿٨٦﴾ سَيَقُولُونَ لِلَّـهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ ﴿٨٧﴾ قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿٨٨﴾ سَيَقُولُونَ لِلَّـهِ قُلْ فَأَنَّىٰ تُسْحَرُونَ } [المؤمنون: 84-89].
فتأمل تعقيبه: { فَأَنَّىٰ تُسْحَرُونَ }.
فكأن القوم باتوا مسحورين .
قد يمر بخاطرك – أثناء قراءتك للقرآن وصلاتك وصدقتك وبكائك على أولياء الله ومحبتك لهم، وزيارتك لهم – سؤال: أيكون كل هذا غير نافع لي عند الله؟
وأقول: بلى، والله! هو نافع لك وذخر لك عند الله، ولكن تأمل معي هذه الآية: يقول الله – تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّـهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ } [يوسف: 106].
أتدري ما معنى هذه الآية؟ معناها: أن كثيراً ممن يؤمن بالله وأنه خالقه ورازقه هو مع هذه مشرك وإن صلى وصام؛ لأنه جعل لك شريكاً في عبادته ودعائه.
وقد يمر بخاطرك قضية أخرى وهي قول بعضهم: إننا لا نعبد هذه القبور ولا نستغيث بالحسين ولا نتوجه إلى البدوي ولا نستعين بالرفاعي إلا لأنهم عباد صالحون، وقد عبدوا الله حق العبادة، ووحدوه حق التوحيد، فهم مخلصون في يقينهم وإيمانهم وهم قريبون من ربهم، فنتلمس قربهم من الله كي يقربونا منه، وهذا والله دخيلة شيطانية.
تأمل معي هذه الآية: {أَلَا لِلَّـهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّـهِ زُلْفَىٰ إِنَّ اللَّـهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ } [ الزمر: 3].
كرر النظر في الآية: أترى أن ثمة تطابقاً بين حالين عافاني الله وإياك؟ أتدري ماذا يريد هؤلاء؟
إنهم يريدون القرب من الله ولكنهم ضلوا الطريق، وكم من مريد للخير لم يصبه، وتأمل نهاية الآية جيداً.
أخي الحبيب: أقرأت كتاب الله؟ هل حفظت شيئاً منه؟
هل تدبرته؟ هل تفكرت في آياته؟
هل أنت مُعرض عنه؟ إلى متى تستمر هذه الغفلة؟
هل أعددت للآخرة زاداً؟ كيف تُحاجّ عن نفسك عند الله؟ كيف تدفع عنها العذاب وقد سمعت هذه الآيات الباهرات التي تدلك على توحيده؟
هل تأملت الأمم وهي جاثية كل أمة تُدعى إلى كتابها؟ هل تأملت الحشر والنشور؟
هل تأملت الحساب والجزاء؟
أرأيت أنك وحيد لا رفيق لك ولا صديق، لا أنيس معك ولا جليس إلا عملك الصالح: {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ ﴿٣٤﴾ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ ﴿٣٥﴾ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ ﴿٣٦﴾ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ } [ عبس: 34-37].
وأخيراً أيها الكريم: إنني أبعثها إليك رسالة واضحة صريحة أرجو منك أن تتلقاها بعقل وبصيرة واعية .
إن الأئمة من آل البيت، وإن أولياء الله الصالحين أئمة لنا وهم متخلقون بكل خلق ودين وورع، ولكنهم عباد من عباد الله مُخاطبون بمثل قوله –تعالى-: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } [ الذاريات: 56] ليسو أرباباً ولا يجوز دعاؤهم من دون الله.
أسأل الله أن يهديني وإياك سبل السلام، وصلى الله وسلم على محمد وآله.

محمد بن عبد الله المقدي

Jun 23, 2011

وكأنني أرى هذه الآيات شاخصة أمام بصري!


الكاتب : مروة يحيى



أغيبوبة هي أم مرض قلبي هذا الذي أراه على الناس من حولي؟!!.. وكأنني أرى هذه الآيات شاخصة أمام بصري.. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٥١﴾ فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّـهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ ﴿٥٢﴾ وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَـٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّـهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ ۙ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ ۚ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ ﴿٥٣﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّـهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٥٤﴾ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ﴿٥٥﴾ وَمَن يَتَوَلَّ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّـهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ﴿٥٦﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ ۚ وَاتَّقُوا اللَّـهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [سورة المائدة: 51-57].

ظللت أعيد قراءة الآيات وأنا لا أصدق نفسي، وكأنها هي هي نفس الأحداث التي تحدث حولي، وكأنهم هم نفس الأشخاص الذين ذكرهم ربي!!...

وهرعت أبحث هنا وهناك علها تتحدث عن غيرهم... لعلي أجد لهم أي حجة أو مخرج.. أو لعلي أجد لكلامهم أي حجة أو منطق..

ورجعت أقرأ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ}.

"يرشد تعالى عباده المؤمنين حين بيَّن لهم أحوال اليهود والنصارى وصفاتهم غير الحسنة، أن لا يتخذوهم أولياء. فإن بَعْضهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يتناصرون فيما بينهم ويكونون يدا على من سواهم، فأنتم لا تتخذوهم أولياء، فإنهم الأعداء على الحقيقة ولا يبالون بضركم، بل لا يدخرون من مجهودهم شيئا على إضلالكم، فلا يتولاهم إلا من هو مثلهم، ولهذا قال: {وَمَن يَتَوَلَّهُم مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}؛ لأن التولي التام يوجب الانتقال إلى دينهم. والتولي القليل يدعو إلى الكثير، ثم يتدرج شيئا فشيئا، حتى يكون العبد منهم.

{إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}: أي: الذين وصْفُهم الظلم، وإليه يَرجعون، وعليه يعولون. فلو جئتهم بكل آية ما تبعوك، ولا انقادوا لك.

ولما نهى الله المؤمنين عن توليهم، أخبر أن ممن يدعي الإيمان طائفةً تواليهم، فقال: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ}: أي: شك ونفاق، وضعف إيمان، يقولون: إن تولينا إياهم للحاجة، فإننا {نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ}: أي: تكون الدائرة لليهود والنصارى، فإذا كانت الدائرة لهم، فإذا لنا معهم يد يكافؤننا عنها، وهذا سوء ظن منهم بالإسلام، قال تعالى -رادا لظنهم السيئ-: {فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ} الذي يعز الله به الإسلام على اليهود والنصارى، ويقهرهم المسلمون {أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِندِهِ} ييأس به المنافقون من ظفر الكافرين من اليهود وغيرهم {فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا}: أي: أضمروا {فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ} على ما كان منهم وضرهم بلا نفع حصل لهم، فحصل الفتح الذي نصر الله به الإسلام والمسلمين، وأذل به الكفر والكافرين، فندموا وحصل لهم من الغم ما الله به عليم" أ.هـ (تفسير السعدي).

ثم أتت هذه الآيات من بعدها تصف المؤمنين المتعجبين مما يحدث حولهم لا يصدقون ما يرون، يحاولون أن يفهموا المسألة، يقولون: "{وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا} متعجبين من حال هؤلاء الذين في قلوبهم مرض: {أَهَؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ} أي: حلفوا وأكدوا حلفهم، وغلظوه بأنواع التأكيدات: إنهم لمعكم في الإيمان، وما يلزمه من النصرة والمحبة والموالاة، ظهر ما أضمروه، وتبين ما أسروه، وصار كيدهم الذي كادوه، وظنهم الذي ظنوه بالإسلام وأهله -باطلا فبطل كيدهم وبطلت {أَعْمَالُهُمْ} في الدنيا {فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ} حيث فاتهم مقصودهم، وحضرهم الشقاء والعذاب" أ.هـ (تفسير السعدي)... يا الله "حلفوا وأكدوا حلفهم، وغلظوه بأنواع التأكيدات: إنهم لمعكم"!!، يا إلهي وكأنها نفس أوصاف الذين ادعوا نصرة دين الله بالأمس فإذا هم وقت الفتن يخافون المواجهة مع الباطل، أعجبهم عبادة الله في الرخاء فإذا أتى وقت الشدة فروا، فظهر عوارهم وسقطت أقنعتهم!!.. فاتهم مقصودهم وحضرهم الشقاء والعذاب؟!!..

وحاولت أن أكمل القراءة؛ لعلي قد أخطأت التصور "{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}.

يخبر تعالى أنه الغني عن العالمين، وأنه من يرتد عن دينه فلن يضر الله شيئا، وإنما يضر نفسه. وأن لله عبادا مخلصين، ورجالا صادقين، قد تكفل الرحمن الرحيم بهدايتهم، ووعد بالإتيان بهم، وأنهم أكمل الخلق أوصافا، وأقواهم نفوسا، وأحسنهم أخلاقا، أجلُّ صفاتهم أن الله {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}؛ فإن محبة الله للعبد هي أجل نعمة أنعم بها عليه، وأفضل فضيلة، تفضل الله بها عليه، وإذا أحب الله عبدا يسر له الأسباب، وهون عليه كل عسير، ووفقه لفعل الخيرات وترك المنكرات، وأقبل بقلوب عباده إليه بالمحبة والوداد.

ومن لوازم محبة العبد لربه، أنه لا بد أن يتصف بمتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم ظاهرا وباطنا، في أقواله وأعماله وجميع أحواله، كما قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}.

كما أن من لازم محبة الله للعبد، أن يكثر العبد من التقرب إلى الله بالفرائض والنوافل، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح عن الله: «وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته: كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه» [رواه البخاري].

ومن لوازم محبة الله معرفته تعالى، والإكثار من ذكره، فإن المحبة بدون معرفة بالله ناقصة جدا، بل غير موجودة وإن وجدت دعواها، ومن أحب الله أكثر من ذكره، وإذا أحب الله عبدا قبل منه اليسير من العمل، وغفر له الكثير من الزلل.

ومن صفاتهم أنهم {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ}؛ فهم للمؤمنين أذلة من محبتهم لهم، ونصحهم لهم، ولينهم ورفقهم ورأفتهم، ورحمتهم بهم وسهولة جانبهم، وقرب الشيء الذي يطلب منهم وعلى الكافرين بالله، المعاندين لآياته، المكذبين لرسله - أعزة، قد اجتمعت هممهم وعزائمهم على معاداتهم، وبذلوا جهدهم في كل سبب يحصل به الانتصار عليهم، قال تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} [سورة الأنفال: 60]، وقال تعالى: {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}؛ فالغلظة والشدة على أعداء الله مما يقرب العبد إلى الله، ويوافق العبد ربه في سخطه عليهم، ولا تمنع الغلظة عليهم والشدة دعوتهم إلى الدين الإسلامي بالتي هي أحسن؛ فتجتمع الغلظة عليهم، واللين في دعوتهم، وكلا الأمرين من مصلحتهم ونفعه عائد إليهم.

{يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} بأموالهم وأنفسهم، بأقوالهم وأفعالهم، {وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ} بل يقدمون رضا ربهم والخوف من لومه على لوم المخلوقين، وهذا يدل على قوة هممهم وعزائمهم، فإن ضعيف القلب ضعيف الهمة، تنتقض عزيمته عند لوم اللائمين، وتفتر قوته عند عذل العاذلين. وفي قلوبهم تعبد لغير الله، بحسب ما فيها من مراعاة الخلق وتقديم رضاهم ولومهم على أمر الله، فلا يسلم القلب من التعبد لغير الله، حتى لا يخاف في الله لومة لائم.

ولما مدحهم تعالى بما من به عليهم منَ الصفات الجليلة والمناقب العالية، المستلزمة لما لم يذكر من أفعال الخير -أخبر أن هذا من فضله عليهم وإحسانه لئلا يعجبوا بأنفسهم، وليشكروا الذي مَنَّ عليهم بذلك ليزيدهم من فضله، وليعلم غيرُهم أن فضل الله تعالى ليس عليه حجاب، فقال: {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}: أي: واسع الفضل والإحسان، جزيل المنن، قد عمت رحمته كل شيء، ويوسع على أوليائه من فضله، ما لا يكون لغيرهم، ولكنه عليم بمن يستحق الفضل فيعطيه؛ فالله أعلم حيث يجعل رسالته أصلا وفرعا.

{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}.

لما نهى عن ولاية الكفار من اليهود والنصارى وغيرهم، وذكر مآل توليهم أنه الخسران المبين، أخبر تعالى مَن يجب ويتعين توليه، وذكر فائدة ذلك ومصلحته فقال: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ}؛ فولاية الله تدرك بالإيمان والتقوى. فكل من كان مؤمنا تقيا كان لله وليا، ومن كان وليا لله فهو ولي لرسوله، ومن تولى الله ورسوله كان تمام ذلك تولي من تولاه، وهم المؤمنون الذين قاموا بالإيمان ظاهرا وباطنا، وأخلصوا للمعبود، بإقامتهم الصلاة بشروطها وفروضها ومكملاتها، وأحسنوا للخلق، وبذلوا الزكاة من أموالهم لمستحقيها منهم.

وقوله: {وَهُمْ رَاكِعُونَ}: أي: خاضعون لله ذليلون. فأداة الحصر في قوله: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا}: تدل على أنه يجب قصر الولاية على المذكورين، والتبري من ولاية غيرهم.

ثم ذكر فائدة هذه الولاية فقال: {وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} أي: فإنه من الحزب المضافين إلى الله إضافة عبودية وولاية، وحزبه هم الغالبون الذين لهم العاقبة في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى: وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ .

وهذه بشارة عظيمة، لمن قام بأمر الله وصار من حزبه وجنده، أن له الغلبة، وإن أديل عليه في بعض الأحيان لحكمة يريدها الله تعالى، فآخر أمره الغلبة والانتصار، ومن أصدق من الله قيلا.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.

ينهى عباده المؤمنين عن اتخاذ أهل الكتاب من اليهود والنصارى ومن سائر الكفار أولياء يحبونهم ويتولونهم، ويبدون لهم أسرار المؤمنين، ويعاونونهم على بعض أمورهم التي تضر الإسلام والمسلمين، وأن ما معهم من الإيمان يوجب عليهم ترك موالاتهم، ويحثهم على معاداتهم، وكذلك التزامهم لتقوى الله التي هي امتثال أوامره واجتناب زواجره مما تدعوهم إلى معاداتهم" أ.هـ (تفسير السعدي).

هل أصبحنا من هؤلاء القوم الذين تتحدث عنهم الآيات؟!!.. دعوة ليصارح كل منا نفسه قبل فوات الأوان...


مروة يحيى

Right - Palestine will be free

Right - Palestine will be free

أختي في الله



أوصيك بوصية النبي صلى الله عليه وسلم لابن عمر حيث قال له : «كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل» ولقد حفظ ابن عمر رضي الله عنه وصية النبي صلى الله عليه وسلم فكان يقول : «إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ صحتك من لمرضك ومن حياتك لموتك» .



الشيــــــــــــطان

لست أدري كيف يطيع المرء شيطانه وقد تحققت عداوته لكل ذي عينين قال تعالى :{ إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } ومع هذه العداوة البينة الواضحة فإن كثيرا من الناس ممن على أعينهم غشاوة وفي آذانهم وقر قد نسوا تلك العداوة وأطاعوا الشيطان وصافوه ووالوه وأحبوه بل وعبدوه من دون الله كما قال تعالى : { أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ }فالواجب عليك أختاه هو معاداة الشيطان ومدافعة وساوسه ونزغاته والاستعاذة بالله من شره والمبادرة إلى التوبة عند الوقوع في شركه.

النــــــفس

أخبر الله تعالى أن الأصل في النفس هو الأمر بالسوء واستثنى من ذلك النفوس الشريفة التي زكاها ورباها ورحمها فقال سبحانه : { وَمَا أُبَرِّىءُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ }.

فالسعيد من تعاهد بالتربية والتزكية والتطهير والشقي من تركها على حالها من الظلم والجهل والشقاء أو عمل على تقوية جانب الشر فيها فزادها ظلما إلى ظلمها وجهلا إلى جهلها قال تعالى : { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) }

فأفضل الناس أخيتي المؤمنة هم الذين ظفروا بأنفسهم وملكوها في طريق الحق وزكوها بأنواع التزكية وهؤلاء هم أهل الجنة والنعيم كما قال تعالى : { وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41) }.

قال بعض السلف : انتهى سفر الطالبين إلى الظفر بأنفسهم فمن ظفر بنفسه فقد أفلح وأنجح ومن ظفرت به نفسه فقد خسر وهلك.

الهوى والشهوات

إن اتباع الهوى والشهوات من أعظم مفسدات القلب والبدن في هذا العصر فأكثر الناس يسيرون في طريق الشهوات غير مبالين بحلال أو حرام قد فتنتهم الدنيا وغرهم الأمل وسخر منهم الشيطان قال تعالى : { فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا }.
وقال صلى الله عليه وسلم: «أخوف ما أخاف عليكم : شهوات الغي في بطونكم وفروجكم ومضلات الهوى»

Ode to my Dear




How often has my heart been propelled

And taken to silent places of present and past ?

How often has it been patient, light but troubled,

Alive not lively to withstand the crimes of the cast ?

How often has the sun been behind clouds briddled

But faithful forever to birds and flowers to grow fast ?

O Dear, you will constantly live in my world and be loved ;

You will always be the first to come to my mind and the last.

I am your soldier when people keep raiding to subdue you.

I am your knight when soldiers forget to remember you.

I am your prince when knights are gone and serve no more.

No time, now, have we to waste when clocks are set.

No tears, now, have we to shed, Dear, what, my goodness, for ?

We shared the past, we share the present, what shall we wait for ?

Chokri Omri


أختاه.. إني مهاجر إلى ربي


الكاتب : سعيد السواح



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

حوار مع مسلمة:

أختي المسلمة،

هذا حوار مع أخت مسلمة، وهو حوار معك أنت أيضاً، ولا أظن أن الإجابات تختلف بينك وبين هذه الأخت، ولكن....

نحتاج إلى لحظة صدق، لا نقول مع النفس، ولكن مع الله -سبحانه-، مع خالقك مع رازقك، مع من أنشأك على تلك الصورة، مع من أعطاك هذا اللون الحسن، مع من يعلم عنك الباطن والظاهر، والسر والعلن.

استحضري ذلك أختي المسلمة، وأنت تجيبين على هذه الأسئلة، ولا تتسرعي وتتعجلي في النظر إلى الأسئلة من باب التطلع، فاعتبري أنه يعرض عليك سؤال سؤال، ولا يتم عرض السؤال التالي إلا بإجابة السؤال الأول:

- قال: من ربك؟

- قالت: ربي الله لا شريك له.

- قال: من خالقك؟

- قالت: ربي لا إله إلا هو.

- قال: من الذي له حق الأمر والتشريع؟ قالت: الله -سبحانه-، قال الله -تعالى-: {أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: 54].

- قال: هل أنت تُحافظين على صوم رمضان؟

- قالت: نعم، وهل هناك شك في ذلك، ما من مسلم إلا ويصوم لله -تعالى- في هذا الشهر.

- قال: لماذا تصومين رمضان؟

- قالت: لأن الله أمر بذلك، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]، فهذا خطاب من الله -سبحانه- لكل مسلم ذكراً كان أو أنثى.

- قال: وهل هذا حق لله -سبحانه- أن يفرض علينا الصوم؟

- قالت منزعجة: نعم، ولا يشك في ذلك إلا كافر، ألم أقرأ عليك من قول الله -تعالى-: {أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}، فالخلق خلقه والملك ملكه، فلله -سبحانه- أن يأمر خلقه بما يشاء دون تعليق أو تعقيب أو اعتراض على أمره، فالخالق هو الذي له حق التشريع فقط دون سواه لا يشاركه في ذلك أحد، لأنه لا خالق إلا الله.

- قال: هل تعتقدين أن الله سبحانه إذا أمر فهل عندي صلاحية في قبول الأمر أو رفضه؟

- قالت: الأمر ليس مبناه على الاختيار، فمن أنا لكي أختار، فأنا خلق من خلقه وأعيش في ملكه، وأتقلب في نعمه، فأَنى لي في الاعتراض أو التعقيب؟

- قال: هل معنى ذلك أنك تصلين وتحافظين على الصلاة؟

فتلجلجت في الكلام وقالت: في الحقيقة أحياناً.

- قال: سؤال آخر هل من حقي أن أختار ما أشاء وأترك ما أشاء؟ هل تعتقدين أن الله شرع لنا هذه الأمور، لكي يعرضها علينا فنختار ما نشاء وندع ما نشاء، هل هذا حق لنا؟

فسكتت.

- قال: أما تعلمين أن الله سبحانه قال: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [البقرة: 85].

- قال: لماذا لم تتحجبي؟ أما تعلمين أن الله أمر بذلك! ألم تقرئي القرآن؟ ألم تقرئي سورة النور؟ ألم تقرئي سورة الأحزاب؟

أم ستقولين كما يقول البعض عندما أقتنع!!!

بماذا تقتنعين؟ هل تقتنعين أن الله له الحق في أن يأمرك؟ هل تقتنعين أن الله -سبحانه- له أن يفرض علينا الملبس الذي ينبغي أن نظهر فيه؟

أم لك الحق في أن تنظرين هل هذا الأمر يناسبك أم لا؟ هل هذا الملبس يعجب الناس أم لا؟

أختي المسلمة:

وأنت تتهيئين وتقفين أمام المرآة بهذا الملبس الذي تتيقنين أنه فاتن، وملفت للنظر، وآخذ بالعقول لأصحاب القلوب المريضة، وآخذ بالعيون لكي تتعلق بك وبجسدك، وأنت تعلمين ذلك، بل تتيقنين من ذلك.

هل تظنين أن الله -سبحانه- عندما أمرك بالحجاب شرع ذلك الأمر لكي يستفتى عليه؟!

وأنت تلبسين ذلك الملبس لاشك تقفين أمام المرآة لكي تتزيني وتكوني في صورة تعجب الناس ألا تستحين؟! ألا تتذكرين الله -سبحانه- عند ذلك؟!

أختي المسلمة:

أنت ترضين الناس بسخط الله، فمن أحق أن ترضي؟

أما سمعت قول الله -تعالى-: {يَحْلِفُونَ بِاللَّـهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّـهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُوا مُؤْمِنِينَ ﴿٦٢﴾ أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ۚ ذَٰلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 62-63].

فهل بعد ذلك أنت تصرين على ما أنت عليه؟

قالت المسلمة: أما تراني مسلمة؟ أما يكفي أن تذكرني بالله حتى أتذكر، أتراني لا أخشع لله؟ أتراني جاحدة لأوامر الله؟

أختي المسلمة:

عودي إلى ربك، إلى إلهك، إلى خالق، إلى من له حق الأمر والتشريع.

حاولي واجتهدي أن تكوني راضية لله حتى ولو لم يرض عنك الناس.

فالله يريد سترك، والناس يريدون تعريتك.

فالله يريد لنا الطاعة والناس لا يرضون لنا إلا العصيان.

فالله يريد لنا الجنة، ويدعونا الشيطان إلى النار، والله يدعو إلى دار السلام، ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.

أختي المسلمة:

اتجهي إلى الله -سبحانه- أن يشرح صدرك للإسلام ولدينه ولشرعه ولسُنَّة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، {أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} [الزمر: 22].

{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُّبِينًا} [الأحزاب: 36].

a moment in heaven

Yanni: "Dare to dream"

Jun 20, 2011

الدعاء المكتوب حول عرش الرحمن



اقرأ هذا الدعاء ولو مرة واحدة في حياتك . قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال لي جبريل: يا محمد، من قرأ هذا الدعاء بإخلاص قلب ونية على جبل لزال من موضعه أو على قبر لا يُعذب الله تعالى ذلك الميت في قبره و......لو كانت ذنوبه بالغة ما بلغت، لأن فيه أسم الله الأعظم.وكل من تعلم هذا الدعاء وعلَّمه لمؤمنين يكون له أجر عظيم عند الله وتكون روحه مع أرواح الشهداء، ولا يموت حتى يرى ما أعده الله تعالى له من النعيم المقيم . فلازم قراءة هذا الدعاء في سائر الأوقات تجد خيراً كثيراً مستمراً إن شاء الله تعالى.فنسأل الله تعالى الإعانة على قراءته، وأن يوفقنا والمسلمين لطاعته، إنه على ما يشاء قدير وبعباده خبير والحمد لله رب العالمين > > والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين إلى يوم الدين * الدعاء * بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله الملك الحق المبين،لا إله إلا الله العدل اليقين،لا إله إلا الله ربنا ورب آبائنا الأولين،سبحانك إني كنت من الظالمين،لا إله إلا الله وحده لا شريك له،له الملك وله الحمد يُحيي ويُميت وهو حي لا يموت، بيده الخير وإليه المصير، وهو على كل شيء قدير.لا إله إلا الله إقراراً بربوبيته،سبحان الله خضوعاً لعظمته اللهم يا نور السماوات والأرض، يا عماد السماوات الأرض، يا جبار السماوات والأرض، يا ديان السماوات والأرض، يا وارث السماوات والأرض، يا مالك السماوات والأرض، يا عظيم السماوات والأرض، يا عالم السماوات والأرض، يا قيوم السماوات والأرض، يا رحمن الدنيا ورحيم الآخرة.اللهمَّ إني أسألك، أن لك الحمد، لا إله إلا أنت الحنان المنان، بديع السماوات والأرض، ذو الجلال والإكرام، برحمتك يا أرحم الراحمين.بسم الله أصبحنا وأمسينا، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، وأن الجنة حق، والنار حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور.الحمد لله الذي لا يُرجى إلا فضله، ولا رازق غيره.الله أكبر ليس كمثله شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع البصير.اللهمَّ إني أسألك في صلاتي ودعائي بركة تُطهر بها قلبي، وتكشف بها كربي، وتغفر بها ذنبي، وتُصلح بها أمري، وتُغني بها فقري، وتُذهب بها شري، وتكشف بها همي وغمي، وتشفي بها سقمي، وتقضي بها ديني، وتجلو بها حزني، وتجمع بها شملي، وتُبيّض بها وجهي.يا أرحم الراحمين.اللهمَّ إليك مددتُ يدي، وفيما عندك عظمت رغبتي، فأقبل توبتي، وأرحم ضعف قوتي، وأغفر خطيئتي، وأقبل معذرتي، وأجعل لي من كل خير نصيباً، وإلى كل خير سبيلاً برحمتك يا أرحم الراحمين.اللهمَّ لا هاديَ لمن أضللت، ولا معطيَ لما منعت، ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت، ولا مقدم لما أخرت، ولا مؤخر لما قدمت.اللهمَّ أنت الحليم فلا تعجل، وأنت الجواد فلا تبخل، وأنت العزيز فلا تذل، وأنت المنيع فلا تُرام، وأنت المجير فلا تُضام ، وأنت على كل شيء قدير.اللهمَّ لا تحرم سعة رحمتك، وسبوغ نعمتك، وشمول عافيتك، وجزيل عطائك، ولا تمنع عني مواهبك لسوء ما عندي، ولا تُجازني بقبيح عملي، ولا تصرف وجهك الكريم عني برحمتك يا أرحم الراحمين.اللهمَّ لا تحرمني وأنا أدعوك... ولا تخيبني وأنا أرجوك.اللهمَّ إني أسألك يا فارج الهم، ويا كاشف الغم، يا مجيب دعوة المضطرين، يا رحمن الدنيا، يا رحيم الآخرة، أرحمني برحمتك.



اللهمَّ لكَ أسلمتُ، وبكَ آمنتُ، وعليكَ توكلتُ، وبكَ خاصمتُ وإليكَ حاكمتُ، فاغفر لي ما قدمتُ وما أخرتُ، وما أسررتُ وما أعلنتُ، وأنتَ المقدم وأنتَ المؤخر. لا إله إلا أنت الأول والأخر والظاهر والباطن، عليكَ توكلتُ، وأنتَ رب العرش العظيم.اللهمَّ آتِ نفسي تقواها، وزكها يا خير من زكاها، أنت وليها ومولاها يا رب العالمين.اللهمَّ إني أسألك مسألة البائس الفقير ـ وأدعوك دعاء المفتقر الذليل، لا تجعلني بدعائك ربي شقياً، وكن بي رؤفاً رحيماً يا خير المؤولين، يا أكرم المعطين، يا رب العالمين.اللهمَّ رب جبريل وميكائيل واسرافيل وعزرائيل، اعصمني من فتن الدنيا ووفقني لما تُحب وترضى، وثبتني بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ـ ولا تضلني بعد أن هديتني وكن لي عوناً ومعيناً، وحافظاً و ناصراً. آمين يا رب العالمين.اللهمَّ أستر عورتي وأقبل عثرتي، وأحفظني من بين يديَّ ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي ومن تحتي، ولا تجعلني من الغافلين.اللهمَّ إني أسألكَ الصبر عند القضاء، ومنازل الشهداء، وعيش السعداء، والنصر على الأعداء، ومرافقة الأنبياء، يا رب العالمين.

Jun 10, 2011

The Names of ALLAH

Tell me and show me what we are going to do


sami youssef

mid0054 | Myspace Video

Field of Innocence

الإمام الشافعي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

الإمام الشافعي

هو محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب القرشي، بن عبد المطلب بن مناف. أبو عبد الله. موطن أبيه مكة خرج أبوه إلى غزة فولد له ابنه محمد، فعادت به أمه إلى مكة وهي يمانية من الأزد، وهو ابن سنتين بعد وفاة أبيه. استظهر القرآن في صباه، ثم خرج إلى قبيلة هذيل بالبادية، وكانوا من أفصح العرب، فحفظ كثيرا من أشعارهم، ثم عاد إلى مكة وقد أفاد فصاحة وأدبا. لزم مكة وقرأ على مسلم بن خالد الزنجي، وهو يومئذ شيخ الحرم المكي ومفتيه، حتى أذن له أن يفتي. ثم أتى الإمام مالكا في المدينة فقرأ عليه الموطأ فاكتسب فقها من مسلم وحديثا من مالك. رحل إلى اليمن وولي عملا لقاضيها مصعب بن عبد الله القرشي، وكانت اليمن مهدا لكثير من الشيعة، فاتهم بالتشيع، وكان الخليفة آنئذ هارون الرشيد، فحمل إليه، وهو في مدينة الرقة مع جماعة من المتهمين، وقد تعرض بهذه التهمة لخطر شديد، لولا حاجب الرشيد الفضل بن الربيع، فدافع عنه حتى أثبت براءته، وتكلم الشافعي أمام الرشيد فأعجب به وأمر بإطلاقه ووصله، وكان ذلك عام 184 هـ.
انتهز الشافعي فرصة وجوده بالعراق فدخل بغداد واتصل بمحمد بن الحسن الشيباني، صاحب أبي حنيفة، فأنزله عنده وأخذ الشافعي عنه واطلع على كتب فقهاء العراق واكتسب من فقههم، فجمع بين طريقة الفقهاء وطريقة أهل الحديث وكانت له مناظرات مع محمد بن الحسن مملوءة بكتب الشافعي. عاد بعد ذلك إلى مكة وكانت محجة العلماء من سائر الأقاليم، فاستفاد وأفاد وناظر وأخذ عنه كثيرون، ثم رحل إلى بغداد سنة 195 هـ في خلافة الأمين، وأخذ عنه علماء العراق، وأملى هناك كتبه في مذهبه (العراقي أو القديم) ، واجتمع بعلماء بغداد وأئمتها ومنهم الإمام أحمد بن حنبل، ثم عاد إلى مكة وقد انتشر ذكره في بغداد وانتحل طريقته كثير من علمائها. في سنة 198 هـ عاد إلى العراق في رحلته الثالثة إليه، ومكث في العراق قليلا وسافر منه إلى مصر، فنزل بالفسطاط ضيفا على عبد الله بن عبد الحكم، وكان من أصحاب مالك، وكانت طريقة مالك منتشرة بين المصريين، وفي مصر صنف كتاب (الأم) وهو من كتبه الجديدة التي أملاها مع كتابه (الرسالة) في الأصول. والشافعي هو أحد الأئمة الأربعة. وقد نشر مذهبه بنفسه بما قام به من رحلات، وهو الذي كتب كتبه بنفسه وأملاها على تلاميذه ولم يعرف هذا لغيره من كبار الأئمة. والشافعي شاعر مقل، قريب المعاني، سهل الأسلوب، نجد في بعض مقطوعاته روح الشاعر. هو أول من صنف في أصول الفقه وأول من قرر ناسخ الحديث من منسوخه. من تصانيفه: كتاب الأم، رسالة في أصول الفقه، سبيل النجاة، ديوان شعره وغير ذلك. توفي في مصر عن 54 سنة.

المختار من شعره

دع الأيام تفعل ما تشاءُ

دَعِ الأَيَّامَ تَفْعَل مَا تَشَاءُ ××× وَطِبْ نَفساً إذَا حَكَمَ الْقَضاءُ

وَلا تَجْزَعْ لِحَادِثة الليالي ××× فَمَا لِحَوَادِثِ الدُّنْيَا بَقَاءُ

وَكُنْ رَجلاً عَلَى الأَهْوَالِ جَلْداً ××× وَشِيْمَتُكَ السَّمَاحَةُ وَالْوَفَاءُ

وإنْ كَثُرَتْ عُيُوبكَ في الْبَرَايَا ××× وسَركَ أَنْ يَكُونَ لَها غِطَاءُ

تَسَتَّرْ بِالسَّخَاء فَكُلُّ عَيْب ××× يُغطِّيهِ ـ كَمَا قِيلَ ـ السَّخَاءُ

وَلا تُر للأَعَادِي قَطُّ ذُلاًّ ××× فَإِنَّ شَمَاتَةَ الأعْدَا بَلاَءُ

وَلا تَرْجُ السَّماحَةَ مِنْ بَخِيلٍ ××× فَما فِي النَّارِ لِلظْمآنِ مَاءُ

وَرِزْقُكَ لَيْسَ يُنْقِصُهُ التَأَنِّي ××× وَلَيْسَ يَزِيدُ في الرِّزْقِ الْعَنَاءُ

وَلا حُزْنٌ يَدُومُ وَلا سُرورٌ ××× وَلا بُؤْسٌ عَلَيْكَ وَلا رَخَاءُ

إذَا ما كُنْتَ ذَا قَلْبٍ قَنُوع ××× فَأَنْتَ وَمَالِكُ الدُّنْيا سَوَاءُ

وَمَنْ نَزَلَتْ بِسَاحَتِهِ الْمَنَايَا ××× فَلا أَرْضٌ تقيه وَلا سَمَاءُ

وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ وَلَكِنْ ××× إذَا نَزَلَ الْقَضَا ضاقَ الْفَضَاءُ

دَعِ الأَيَّامَ تَغْدِرُ كُلَّ حِينٍ ××× فَمَا يُغْني عَنِ المَوتِ الدَّوَاءُ

2- لا تهزاء بالدعاء

أَتَهْزَأُ بِالدُّعَاءِ وَتَزْدَرِيهِ ××× وَمَا تَدْرِي بِما صَنَعَ الدُّعَاءُ

سِهَامُ اللَّيلِ لا تُخْطِي وَلَكِنْ ××× لَهَا أَمَدٌ وَللأمَدِ انْقِضَاءُ

3- هكذا الحظ

تَمُوتُ الأُسْدُ في الْغَابَاتِ جُوعاً ××× وَلَحْمُ الضَّأْنِ تَأْكُلُهُ الْكِلاَبُ

وَعَبْدٌ قَدْ يَنامُ عَلَى حَرِيرٍ ××× وَذُو نَسَبٍ مَفَارِشُهُ التُّرَابُ

3- الحلم سيد الخلاق

إذَا سَبَّنِي نَذْلٌ تَزَايَدْتُ رِفْعةً ××× وَمَا الْعَيْبُ إلاَّ أَنْ أَكُونَ مُسَابِبُهْ

وَلَوْ لَمْ تَكْنْ نَفْسِي عَلَيَّ عَزِيزَةً ××× لَمَكَّنْتُها مِنْ كُلِّ نَذْلٍ تُحَارِبُهُ

وَلَوْ أنَّني أسْعَى لِنَفْعِي وجدْتَني ××× كَثِيرَ التَّواني للذِي أَنَا طَالِبُهْ

وَلكِنَّني أَسْعَى لأَنْفَعَ صَاحِبي ××× وَعَارٌ عَلَى الشَّبْعَانِ إنْ جَاعَ صَاحِبُهْ

يُخَاطِبني السَّفيهُ بِكُلِّ قُبْحٍ ××× فأَكْرَهُ أنْ أكُونَ لَهُ مُجيبَا

يَزِيدُ سَفَاهَةً فأزِيدُ حِلْماً ××× كَعُودٍ زَادَهُ الإِحْرَاقُ طِيبَا

إذَا نَطَقَ السَّفِيهُ فَلاَ تُجَبْهُ ××× فَخيْرٌ مِنْ إجَابَتِهِ السُّكُوتُ

فإنْ كَلَّمْتَهُ فَرَّجْتَ عَنْهُ ××× وَإنْ خَلَّيْتَهُ كَمَداً يَمُوتُ

سَكَتُّ عَنِ السَّفِيهِ فَظَنَّ أنَّي ××× عَييتُ عَنِ الجوَابِ وَمَا عَيِيتُ

4- خلق الرجال

وَمَنْ هَابَ الرِّجَالَ تَهيَّبُوه ××× وَمَنْ حَقَرَ الرِّجالَ فَلَنْ يُهابا

وَمَنْ قَضَتِ الرِّجالُ لَهُ حُقُوقاً ××× وَمَنْ يَعْصِ الرِّجَالَ فَما أصَابَا

5- اخلاق المسلم

لَمَّا عَفَوْتُ وَلَمْ أحْقِدْ عَلَى أحَدٍ ××× أرَحْتُ نَفْسِي مِنْ هَمِّ الْعَدَاوَاتِ

إنِّي أُحَيي عَدُوِّي عنْدَ رُؤْيَتِهِ ××× لأِدْفَعَ الشَّرَّ عَنِّي بِالتَّحِيَّاتِ

وأُظْهِرُ الْبِشرَ لِلإِنْسَانِ أُبْغِضهُ ××× كما إنْ قدْ حَشى قَلْبي مَحَبَّاتِ

النَّاسُ داءٌ وَدَاءُ النَّاسِ قُرْبُهُمُ ××× وَفي اعْتِزَالـهمُ قطْعُ الْمَوَدَّاتِ

6- اداب العلم

اصْبِرْ عَلَى مُرِّ الْجَفَا مِنْ مُعَلِّمٍ ××× فَإنَّ رُسُوبَ الْعِلْمِ في نَفَراتِهِ

وَمَنْ لَمْ يَذُقْ مُرَّ التَّعَلُّمِ ساعةً ××× تَجَرَّعَ ذُلَّ الْجَهْلِ طُول حَيَاتِهِ

وَمَنْ فَاتَهُ التَّعْلِيمُ وَقتَ شَبَابِهِ ××× فَكَبِّر عَلَيْهِ أَرْبَعاً لِوَفَاتِهِ

وَذَاتُ الْفَتَى ـ واللَّهِ ـ بالْعِلْمِ وَالتُّقَى ××× إذَا لمَ يكُونا لا اعْتِبَارَ لِذَاتِه

7- الصمت حكمة

قَالُوا سَكتَّ وَقَد خُوصِمْتَ قُلْتُ لَهُمْ ××× إنَّ الجَوابَ لِبَابِ الشَّرِّ مِفْتاحُ

وَالصَّمتُ عَنْ جَاهِلٍ أَوْ أحْمَقٍ شَرَفٌ ××× وَفيهِ أيْضاً لِصَوْنِ الْعِرْضِ إصْلاَحُ

أما تَرَى الأُسْدَ تُخْشى وهْي صَامِتةٌ؟ ××× والْكَلْبُ يُخْسَى لَعَمْري وهْوَ نَبَّاحُ

8- اخلاق الناس

لَيْتَ الْكِلاَبَ لَنَا كَانَتْ مُجَاورَةً ××× وَلَيْتَنَا لا نَرَى مِمَّا نَرَى أَحَدَا

إِنَّ الْكِلاَبَ لَتَهْدي في مَوَاطِنِهَا ××× وَالْخَلْقُ لَيْسَ بهَادٍ، شَرُّهُمْ أَبَدَا

فَاهرَبْ بِنَفْسِكَ وَاسْتَأْنِسْ بِوِحْدتهَا ××× تَبْقَ سَعِيداً إِذَا مَا كنْتَ مُنْفَرِدَا

9- عداوة الحساد

كلُّ العداوةِ قد تُرْجى مَوَدَّتُهَا ××× إلاَّ عداوةَ من عَادَاكَ عن حَسَدِ

10- تقوى الله

يُريدُ الْمَرْءُ أَنْ يُعْطَى مُنَاهُ ××× وَيَأْبَى اللَّهُ إلاَّ مَا أرَادَا

يَقُولُ الْمَرْءُ فَائِدَتِي وَمَالي ××× وَتَقْوَى اللَّهِ أَفْضَلُ مَا اسْتَفَادَا

11- في الأسفار خمس فوائد

تَغَرَّبْ عَن لأَوْطَانِ في طَلَبِ الْعُلُى ××× وَسَافِرْ فَفِي الأَسْفَارِ خَمْسُ فَوَائِدِ

تَفَرُّجُ هَمٍّ، وَاكْتِسابُ مَعِيشَةٍ ××× وَعِلْمٌ، وَآدَابٌ، وَصُحْبَةُ مَاجِد

12- جنان الخلد

يا مَنْ يُعَانِقُ دُنْيَا لا بَقَاءَ لَهَا ××× يُمسِي وَيُصْبِحُ في دُنْيَاهُ سَفَّارا

هَلاَّ تَرَكْتَ لِذِي الدُّنْيَا مُعَانَقَةً ××× حَتَّى تُعَانِقَ في الْفِرْدَوسِ أبْكَارَا

إنْ كُنْتَ تَبْغي جِنَانَ الخُلُدِ تَسْكُنُها ××× فَيَنْبَغِي لكَ أنْ لا تَأْمَنَ النَّارا

13- المرء خبير بنفسه

ما حك جلدَك مثلُ ظفرِك ××× فتولَّ أنتَ جميعَ أمرك

وإذا قصدتَ لحاجةٍ ××× فاقصدْ لمعترفٍ بفضلِك

14- وحدي للعبادة

إذَا لَمْ أجِدْ خِلاًّ تَقِيَّاً فَوِحْدَتي ××× ألَذُّ وَأشْهَى مِنْ غَوِيٍّ أُعَاشِرُه

وَأَجْلِسُ وَحْدِي لِلْعِبَادَةِ آمِناً ××× أقَرُّ لِعَينِي مِنْ جَلِيسٍ أُحَاذِرُه

15- رحمتك اللهم

قَلْبِي بِرَحَمتِكَ اللَّهُمَّ ذُو أُنُسِ ××× في السِّرِّ وَالْجَهْرِ وَالإِصْبَاحِ وَالْغَلَسِ

وَمَا تَقَلَّبْتُ مِنْ نَوْمِي وَفي سِنَتى ××× إلاَّ وَذكْرُكَ بَيْن النَّفَسِ وَالنَّفَسِ

لَقَدْ مَنَنْتَ عَلَى قَلْبي بِمَعْرِفَةٍ ××× بِأنَّكَ اللَّهُ ذُو الآلاءِ وَالْقَدْسِ

وَقَدْ أَتَيْتُ ذُنُوباً أَنْتَ تَعْلَمُها ××× وَلَمْ تَكُنْ فَاضِحي فِيهَا بِفِعْلِ مسي

فَامْنُنْ عَلَيَّ بِذِكْرِ الصَّالِحِينَ وَلا ××× تَجْعَلْ عَلَيَّ إذاً في الدِّينِ مِنْ لَبَسِ

وَكُنْ مَعِي طُولَ دُنْيَايَ وَآخِرَتي ××× وَيَوْمَ حَشْرِي بِما أَنْزَلْت في عَبَس

16- طريق النجاة

يَا وَاعِظَ النَّاسِ عَمَّا أنْتَ فَاعِلُهُ ××× يَا مَنْ يُعَدُّ عَلَيْهِ العُمْرُ بِالنَّفَسِ

احْفَظْ لِشَيْبِكَ مِنْ عَيْب يُدَنِّسُهُ ××× إنَّ البَيَاضَ قَلِيلُ الْحَمْلِ لِلدَّنَسِ

كَحَامِلٍ لِثِيَابِ النَّاسِ يَغْسِلُهَا ××× وَثَوْبُهُ غَارِقٌ في الرِّجْسِ وَالنَّجَس

تَبْغي النَّجَاةَ وَلَمْ تَسْلُكْ طَرِيقَتَهَا ××× إنَّ السَّفِينَةَ لاَ تَجْرِي عَلَى اليَبَسِ

رُكُوبُكَ النَّعْشَ يُنْسِيكَ الرُّكُوبَ عَلى ××× مَا كُنْتَ تَرْكَبُ مِنْ بَغْلٍ وَمِنْ فَرَسِ

يَوْمَ القِيَامَةِ لاَ مالٌ وَلاَ وَلَدٌ ××× وَضَمَّةُ القَبْرِ تُنْسي لَيْلَةَ العُرسِ

17- العلم نور

شَكَوْتُ إلَى وَكِيعٍ سُوءَ حِفْظِي ××× فَأرْشَدَنِي إلَى تَرْكِ المعَاصي

وَأخْبَرَنِي بأَنَّ العِلْمَ نُورٌ ××× وَنُورُ اللَّهِ لا يُهْدَى لِعَاصِي

18- أحب الصالحين

أُحبُّ الصَّالِحِينَ وَلسْتُ مِنْهُمْ ××× لَعَلِّي أنْ أنَالَ بهمْ شَفَاعَهْ

وَأكْرَهُ مَنْ تِجَارَتُهُ المَعَاصِي ××× وَلَوْ كُنَّا سَواءً في البضَاعهْ

19- أداب الناصح

تَعَمَّدني بِنُصْحِكَ في انْفِرَادِي ××× وَجَنِّبْنِي النَّصِيحَةَ في الْجَمَاعَه

فَإِنَّ النُّصْحَ بَيْنَ النَّاسِ نَوْعٌ ××× مِنَ التَّوْبِيخِ لا أرْضَى اسْتِمَاعَه

وَإنْ خَالَفْتنِي وَعَصَيْتَ قَوْلِي ××× فَلاَ تَجْزَعْ إذَا لَمْ تُعْطَ طَاعَه

20- الرجا سلم لعفو الله

إليك إلـه الخلق أرفع رغبتي ××× وإنْ كنتُ ياذا المنِّ والجودِ مجرمَا

وَلَمَا قَسَا قَلْبِي وَضَاقَتْ مَذَاهِبِي ××× جَعَلْتُ الرَّجَا مِنِّي لِعَفْوِكَ سُلّمَا

تَعَاظمَنِي ذنبي فَلَمَّا قَرنْتُه ××× بِعَفْوكَ رَبي كَانَ عَفْوَكَ أَعْظَما

فَمَا زِلْتَ ذَا عَفْوٍ عَنِ الذَّنْبِ لَمْ تَزَلْ ××× تَجُودُ وَتَعْفُو مِنَّةً وَتَكَرُّمَا

فَلَولاَكَ لَمْ يَصْمُدْ لإِبْلِيسَ عَابِدٌ ××× فَكَيْفَ وَقَدْ أغْوى صَفيَّكَ آدَمَا

فيا ليت شعري هل أصير لجنةٍ ××× أهنا وأما للسعير فأندما

فَللَّهِ دَرُّ الْعَارِفِ النَّدْبِ إنَّهُ ××× تفيض لِفَرْطِ الْوَجْدِ أجفانُهُ دَمَا

يُقِيمُ إذَا مَا الليلُ مَدَّ ظَلاَمَهُ ××× عَلَى نَفْسِهِ مَنْ شِدَّةِ الْخَوفِ مَأْتمَا

فَصِيحاً إِذَا مَا كَانَ فِي ذِكْرِ رَبِّهِ ××× وَفِي مَا سِواهُ فِي الْوَرَى كَانَ أَعْجَمَا

وَيَذْكُر أيَاماً مَضَتْ مِنْ شَبَابِهِ ××× وَمَا كَانَ فِيهَا بِالْجَهَالَةِ أَجْرَمَا

فَصَارَ قَرِينَ الـهَمِّ طُولَ نَهَارِهِ ××× أَخَا السُّهْدِ وَالنَّجْوَى إذَا اللَّيلُ أظلَمَا

يَقُولُ حَبيبي أَنْتَ سُؤْلِي وَبُغْيَتِي ××× كَفَى بِكَ للرَّاجِينَ سُؤْلاً وَمَغْنَمَا

أَلَسْتَ الَّذِي غَذَّيتني وهديتَنِي ××× وَلاَ زِلْتَ مَنَّاناً عَلَيَّ وَمُنْعِمَا

عَسَى مَنْ لَهُ الإِحْسَانُ يَغْفِرُ زَلَّتي ××× وَيَسْتُرُ أَوْزَارِي وَمَا قَدْ تَقَدّما

تعاظمني ذنبي فأقبلتُ خاشعاً ××× ولولا الرضا ما كنتَ يا ربِّ مُنْعما

فإن تَعْفُ عني تَعْفُ عن متمرِّدٍ ××× ظَلُومٍ غَشُومٍ لا يزايلُ مأثما

فإن تستقمْ منيَ فلستُ بآيسٍ ××× ولو أدخلوا نفسي بجُرْم جهنَّما

فجرمِي عظيمٌ من قديم وحادثٍ ××× وعفوُك يأتي العبدَ أعلى وأجْسَما

حَواليَّ فضلُ اللَّه من كل جانب ××× ونورٌ من الرحمن يفترش السَّمَا

وفي القلب إشراقُ المحبِ بوصلهِ ××× إذا قارب البشرى وجاز إلى الحمى

------- انتهى ---------

قصيدة للامام الشافعي رحمه الله


إذا المرء لم يرعـاك إلا تكلفــا
فدعه ولا تـكثر عليه التأسفــا

ففي الناس أبدال وفي الترك راحة
وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا

فما كل من تهواه يهـواك قلبـه
ولا كل من صافـيته لك قد صفا

إذا لم يكن صفو الوداد طبيعــة
فلا خـير في ود يجيء تكلـفـا

ولا خـير في خـل يخـون خليله
ويلقاه من بعد الـمودة بالجفــا

وينكر عيشاً قد تقـادم عهــده
ويظهر سراً كان بالأمس قد خفـا

سلام على الدنيا إذا لم يكن بهـا
صديق صدوق صادق الوعد منصفا

Worth one thousand and one words

on this road, beneath starry skies: Draw Me A Map

on this road, beneath starry skies: Draw Me A Map: "Draw me a map to a place I can't name Forget how and why, we're too young to care, too careless to heed Take a photograph, to remember e..."

Meet Me In The Stars


As I am saying good night at the end of the day,
And you are not here, but many miles away,
My heart is so empty and so lonely inside,
As I wipe away a tear I am trying to hide.

I close my eyes and try to go to sleep,
But with the sadness inside I begin to weep.
Suddenly I remember what you once said to me,
Just meet me in the stars, waiting for you I will be.

When distance tends to keep us apart,
Remember I still hold you near in my heart.
When the night together, can't be ours,
Just close your eyes and meet me in the stars.

Meet me in the stars, I'll be waiting there for you.
Just close your eyes and there you will see,
Waiting in the stars, just for you I will be.

Remembering those words, I begin to smile,
And gently close my eyes, lessening the miles.
I can see the stars, oh how beautifully arranged,
But you are not there, no hug to exchange.

I sit alone waiting, with hope in my heart,
No longer wanting to be kept apart.
Suddenly in the distance, a shadow appears,
A tear rolls down my face and the image is clear.

There is no question it is you that I see,
Waiting in the stars, just like you promised to me.
You hold out your hand as you become near,
And put it in mine saying, "I miss you, my dear. "

Suddenly there's gentle music, filled with romance,
You gently pull me close, we begin to dance.
Just meet me in the stars, that is where I will be.
A special place in the stars just for you and for me.


Photo taken by SY (http://believeinstarryskies.blogspot.com/2011/06/draw-me-map.html?spref=bl)

When Night Falls


At night I miss you most of all
When darkness begins to fall,
It's then I reach into my heart
You are there never to depart.

Loving words you have said to me
Remains etched in my memory,
You vow your love so very true
Showing it in all things you do.

I need you in my life every day
To help me along a lonely way,
I must hear love words you say
Or my world will taint to gray.

In my dreams you are with me
In reality you are never to be,
Our deep love is pure and strong
Why then is it so very wrong.

As time passes on without you
My love will still remain true,
I pray for a day we will be free
To share eternal love in reality


Time



Time is such a lovely thing
It brings joy
It brings pain
And we grow in between.

I thank you for the warmth
I need it for tomorrow's winter
Though you won't be here to hear me say
The unspoken honesty.


Try Not To Cry (حاول أن لا تبكي)

Sami Yusuf - Munajat (ENGLISH SUBTITLES! ).flv

Sami Yusuf - Asma Allah - Subtítulos en Español (Feat. Ismail).wmv

الطفلة التركية التي أبكت كبار الفنانين و المغنيين و العلماء في احتفالية...

سامى يوسف ل غزه فلسطين للابد

I would do anything for you

I don’t regret the rain or the nights I felt the pain or the tears I
had to cry some of those times along the way. For every road I had to
take, every time my heart would break, it was just something I had to
do to get me to you. I have searched in places, I’ve waited for years,
I’ve taken all the chances, I’ve cried so many tears, I’ve seen so
many faces, I’ve hid a lot of fears until my heart stopped searching
cause you’re already here. When I look at the world and there’s so
much pain and anger, mistakes and failures, I just look at the sky and
think God’s still good cause he gave me someone like you that tells
me, “Angels are still around.” We came together underneath the stars
above. What started out as liking soon turned into love. I sensed a
certain something in my heart that was true. I know I waited all my
life to fall in love with you. I’ll walk with you through the desert
heat, I’ll climb the mountain’s highest peak, I’ll swim forever in the
deepest sea just to prove to you that you mean life to me. I’d do
anything to never see you hurt again.


Without you

Jun 7, 2011

Faarouz ya tir_ فيروز يا طير

نحنا و القمر جيران - فيروز

مرةً أخرى.. عبثاً يحاولون

لايوجد أكثر مما يمكن أن يُقال في مثل هذه الأيام.

وليس أسهل من أن تُسطّر آلاف الكلمات في وصف مايجري في مصر خصوصاً.

لكن المصير العربي كله صار الآن على المحكّ. وربما كان علينا أن ننظر ولو قليلاً إلى مابعد مصر. عسى أن نتجنب العواصف القادمة، أو نتجاوزها بأقل قدرٍ ممكن من الخسائر.

لكن هذا لن يكون ممكناً بعيداً عن مصارحات تضعنا جميعاً أمام حقيقة الموقف، ولو باستخدام كلمات قلناها من قبل تعبّر تماماً عن الحال، ولاداعي للتكلّف في إعادة صياغتها بأسلوبٍ مختلف. وهانحن نقولها مرة أخرى كما كانت للتاريخ.

عبثاً.. يحاول بعض العرب أن يحجبوا الشمس بغربال..

عبثاً.. يحلمون بأن تعود عقارب الساعة إلى الوراء..

عبثاً.. يأملون بإمكانية السير عكس اتجاه التاريخ.. وعكس اتجاه المنطق.. وعكس كل اتجاهٍ يتفق عليه البشر..

عبثاً.. يحاول بعض العرب أن يعيشوا وتعيش أوطانهم وشعوبهم بعقلية (الإنكار).. إنكار المتغيرات.. وإنكار المستجدات.. وإنكار الحقائق.. وإنكار المعادلات..

يعرف هؤلاء أن قمقم السكون والرّتابة والتقليد انكسر في هذا العصر.. وأن إمكانية ترقيع ذلك الكسر أو إصلاحه أصبح مجرد ذكرى تنزوي بحياءٍ في ذمّة التاريخ..

يدركون أن مارد التغيير خرج منه بضجيجٍ يصمَّ الآذان في كل مكان.. وأن مياه نهر الإنسانية المتدفق لن تجري في نفس البقعة مرتين.. وأن الحيوية البشرية فجّرت مع ثورة الاتصال والمعلومات، مرةً واحدةً وللأبد، كل الأسوار والحصون والقلاع التقليدية القديمة..

يعلمون أن (الثابتَ) الوحيد في هذا الزمن أصبح (التغيير).. رضي من رضي. وسخط من سخط.. وأن تحنيط الزمان أو اختزاله في موقفٍ أو شخصٍ أو جماعةٍ أو قرارٍ أو هيكلٍ إداريٍ أو سياسيٍ معين لم يعد ممكناً على الإطلاق..

يشعرون بأن (عزل) بيتهم أصبح مستحيلا.. وبأن الجدران التي كانوا يختبئون وراءها بالأمس القريب صارت من زجاج.. وبأن إخفاء الحقائق والوقائع والأحداث صار ضرباً من الأوهام.. وبأن عين العالم والتاريخ باتت تخترق كل الحواجز والسدود..

يؤمنون أن لغة اليوم اختلفت عن لغة البارحة.. وأن المفردات والمصطلحات والتعابير والأساليب القديمة صارت من خشب.. فإما أن تأكلها نار الشمس التي ستصل عاجلاً أو آجلاً إلى كل مكان.. أو تملأَها بالرطوبة والعفن ماءُ الحقيقة التي باتت تتسرب في كل طريق..

رغم هذا. ترى بعض العرب يستمرون في (محاولة) استخدام اللغة القديمة بكل مفرداتها البالية.. عسى ولعلّ..

ينظّم العالمُ من حولهم طريقةً لاستخدام النقد عالمياً ببطاقاتٍ بلاستيكية ذكية.. فيستخدم بعض العرب هذه البطاقات لـ (تنظيم) عمليةٍ معقّدة تُسمّى.. الدخول إلى المساجد!..

يمنحُ العالمُ من حولهم القضاةَ أوسمة الشرف، ويقدّمونهم في المجالس والاحتفالات.. فيمنح بعض العرب قضاتهم (علقةً) ساخنةً في الشوارع والساحات، ويقدّمونهم لمجالس التأديب في قاعات المحاكم..

يبحث العالمُ من حولهم عن الفاسدين والمرتشين وحمَلة المباخر والمنافقين لمحاسبتهم ومعاقبتهم وفضحهم وتوبيخهم، فيصبحوا في مجتمعاتهم عملةً فاسدة ممنوعةً من الصرف.. ويبحث بعض العرب عن أمثال هؤلاء ليضعوهم في مواقع الرأي والاستشارة والقرار، ليصبحوا العملة الوحيدة الصالحة للصرف.. ويصبح (صرفهم) من مراكزهم أقرب عند الشعوب من المستحيل..

يستخدم العالمُ من حولهم المنظمات الدولية بذكاء ومهارة لتحقيق مصالحهم.. ويستخدمها بعض العرب لإجبار أنفسهم على إنهاء حرب أهليةٍ هنا.. وعلى مصالحة أنفسهم وإنشاء علاقات دبلوماسية بينهم هناك.. وعلى تشكيل حكومة وحدةٍ وطنية هنالك..

يفعل العالمُ من حولهم المستحيل لإنجاح التجارب الجديدة.. ويفعل بعض العرب المستحيل لمحاصرة بعضهم بعضاً، و بستخدمون كل أنواع المكر والخديعة والاحتيال لإفشال تجاربهم الوليدة وقتلها في مهدها..

يفسحُ العالم من حولهم كل مجال ممكن للوجوه الجديدة.. ويسيّر بعض العرب التظاهرات، ويطيّرون البرقيات، ويدبّجون الدراسات، للتأكيد على ضرورة وأهمية تجريب المُجرَّب، وتكرار المُكرَّر، وإعادة المُعاد.. ولتجميد الزمان عند نقطةٍ محددةٍ لم يكن قبلها شيء، ولن يكون بعدها شيء.. كانت ولادتُها ولادة الوطن، وستكون نهايتُها نهايته..

يبحث العالم من حولهم بكل طريقة عن الأفكار الجديدة، والآراء الجديدة. ويحتفلون بها. ويدركون أنها نبعُ الاستمرارية، وسببُ التطور، وسرُّ البقاء.. ويخاف بعض العرب من كل فكرةٍ جديدة، أو رأيٍ غير مألوف، أو طرحٍ لم يقل به الأقدمون.. فيشعلون الضوء الأحمر، و لايتورعون عن التشهير بالسيوف، للتحذير من خطورة ما سيجري على البلاد والعباد في حالة تبديل حرفٍ في كلمة.. أو تغيير كلمةٍ في سطر.. أو نقد رأيٍ ورد في كتاب..

يأخذ العالم من حولهم المثقفين والأدباء والمفكرين ليضعوهم على قمم المجد والتكريم والفَخَار.. ويأخذ بعض العرب مثقفيهم وأدباءهم ومفكريهم ليضعوهم في أقبية السجون العفِنة. لأنهم ببساطة وقّعوا على بيان، أو لأنهم حضروا مؤتمراً، أو لأنهم نطقوا بعبارة..

هكذا. يحاول بعض العرب أن يرسموا تاريخاً منفصلاً عن تاريخ البشر.. وأن يصنعوا واقعاً منعزلاً عن واقع البشر.. وأن يسيروا في طريقٍ يهجره البشر وحداناً و زرافات..

هكذا يحاولون.. عسى ولعل..

وعبثاً يحاولون..

ليست المشكلة أن تكون عربياً في هذا الزمان كما يُشيع البعض..

ليست المشكلة في كلّ العرب..

بل ربما كان أَصحَّ أن نقول: إن بعض العرب هم المشكلة..

صدق التاريخ وأنبياؤه: إذا لم تستح فاصنع ماشئت..



نُشرت في (المدينة) السعودية و(العرب) القطرية

The Myth of the Two-State Solution


The phrase “two-state solution” is the new mantra for the politically savvy. It’s become almost mandatory upon anyone even remotely associated with Middle East politics to squeeze this buzz phrase at least a couple of time within his/her discourse in order to reflect a refined understanding of and a sophisticated contribution to the ongoing dialogue concerning a just and peaceful resolution to the “Palestinian-Israeli conflict.”

Every major player in the Middle East seems to profess some sort of aspiration to one version or another of a two-state solution. Despite vague deceitful language and many explicit and implicit conditions especially concerning Jerusalem, Netanyahu claims now that he subscribes to it. Abu Mazen and the Palestinian Authority say it is the ultimate objective of their persistently (almost religiously) declared lone strategy of “peace negotiations only” without any alternative course of action. The American arbiter, in its current and past manifestations, proclaims it to be the optimal necessary solution to have much touted goal of stability in the Middle East region. The Arab League has endorsed it as part and parcel of its 2002 peace initiative. The International community represented by the United Nations supports it as the solution in line with its many resolutions on the subject. Even hard line staunch supporters of Israel such as the belligerently audacious Allan Dershowitz and counterfeit liberal Thomas Friedman purport to back some perverted edition of a two state solution that just magically happens to match all the conditions of leaders across the Israeli political spectrum.

But why be surprised at the level of consensus if highly reputed and immensely respected scholars and pundits well known for their academic and professional integrity as well as their courageous morality who are sharp critics of Israel (and many a times of the US) from both the right (John Mearsheimer and Stephen Walt) and left (Noam Chomsky, Norman Finkelstein and Naomi Klein) also advocate the two-state solution as their ultimate objective?!

What all these versions of a “two-state solution,” distinctly different as their wide array of champions are, have in common is one very important caveat. They all imply undermining the right of return of Palestinian refugees in varying degrees. As such, the right of return becomes the most pivotal rallying aspect of the whole Palestinian struggle.

But let’s not worry too much yet about the apparent grim fate of the refugees Right of Return. While the above unanimity seems to suggest some sort of a two-state solution is inevitably looming on the horizon, there are ample historical, legal, political and practical reasons to believe that a two state solution is nothing but a huge myth that is never going to find its way to being realized. Those who believe this myth are engaged, I’m afraid, in a cynically futile practice of self delusion.

To help better explain the above claim I present to you today three recent and quite timely video resources on the subject that I promise you will find quite worthy of your time. The first is a lecture entitled “A brief History of Zionism” by Dr. Zachary Lockman, professor of Middle Eastern studies and History at New York University, that was given last March 17th. This is a fabulous presentation on the origins and development of Zionism until the creation of the state of Israel in 1948. If offers an enlightening perspective about the circumstances and dynamics that granted the Zionist idea its initial traction and breathed life into its project. It also offers a stark analysis on the inherent divergence between the Zionist project and the core values of liberal democracy. This in turn unequivocally highlights the sheer hypocrisy of the international community which claims to hold those values to be universal on one hand while sanctioning a “Jewish state” on the other hand. The same goes for the Arab “liberal” secular elite who snobbishly lecture the masses about the same universal liberal values denouncing any role for religion in the state while they aid and abet the whitewash of the Arab regimes’ dubious role in forsaking the just Palestinian cause for the benefit of a “Jewish State” under the loose garb of the two-state solution.

The second resource is a Hisham Sharabi memorial lecture delivered last April 29th by Dr. John Mearsheimer at the Palestine Center in Washington D.C. entitled “The future of Palestine: Righteous Jews vs. the New Afrikaners.” In the lecture, the renowned international relations scholar and coauthor of “The Israel Lobby” contemplates the future of the Middle East region asserting that “the two-state solution is now a fantasy.” He predicts that the most likely scenario is that Israel will morph into a South African Apartheid. He proceeds to skillfully expound upon the very profoundly analyzed and compellingly argued practical, political and demographic reasons for his prediction. It is worth noting that this pessimistic conclusion is reached despite an a priori declared stance that the two-state solution is the most adequate one for the Palestinian question and that an earnest and benign American mediating role is at the heart of the efforts of bringing about a just and peaceful settlement of the conflict.

The third resource is an excellent lecture by the BDS (Boycott-Divestment-Sanctions) activist Ali Abunimah entitled “Strategies for a Just Peace in Palestine-Israel” that was delivered 3 months ago. Mr. Abunimah is a Palestinian/American journalist. He is the co-founder of the Electronic Intifada website and author of One Country: A Bold Proposal to End the Israeli-Palestinian Impasse. In his lecture, he makes very convincing argument, building upon parallels of South Africa and Ireland, for the central idea of his aforementioned book, namely a one state solution for the Palestinian question. And while one may not totally agree with the secular nature of the state in his proposition, the one state framework is definitely much more feasible, practical and in accordance with history, morality and the law.

“Israel proper” delimited by the 1948 green line, which is supposed to constitute the Jewish state in a two-state solution, is an illegitimate polity. Despite its creation originally by the UN partition resolution in 1947, it attained its final demarcations through the act of war and the ethnic cleansing of the native inhabitants. While it is widely claimed that it was the Arabs who attacked Israel in 1948, this has no bearing on the fact that acquiring land through the means of war is inadmissible in international law. This same principle pertains to the land acquired in 1967, which the whole world is asking Israel to give back, as well as that acquired in 1948.

Moreover, the core Zionist tenet of establishing a Jewish majority state was the guiding principle of the systematic mass uprooting and expulsion of the indigenous population from its land better known today as ethnic cleansing. This has become an uncontroversial acknowledged fact even by Israeli prominent historian such as Ilan Pappe and Benny Morris. In international law, there is no statute of limitation on war crimes and crimes against humanity such as ethnic cleaning and therefore there could never be a statute of limitation on the illegitimacy of the Zionist entity. Yet, the rule of law and all the astute logic of even the most righteous, competent and ethical scholars seem to break down at that event which constitutes the political big bang in Middle East history, namely Israel’s creation in 1948.

This of course does not mean that we need to “throw Jews into the sea” as the bravado of various Arab dictators used to echo trying to find a resonance of legitimacy with the Arab masses hungry for the restoration of their trampled dignity. This would be in sharp conflict of the core values of Arab and Muslim society. On the other hand, no solution would be just or sustainable without the Palestinian refugees exercising their full right of return and compensation which is in direct conflict of a “Jewish majority state.” Therefore, a one state solution that would establish the democratic state of Palestine with all of its citizens’ 12 million Arabs and 6 million Jews is the only just and sustainable solution. No Jews would even be required to go back home as Helen Thomas suggested and as they would be free to choose. History has shown that such a one state solution would probably be the least costly solution as well in terms of human life and suffering.

By the way, one of the most intelligent commentaries on the Helen Thomas incident was made by Dr. Constance Hilliard, professor of Middle Eastern Studies at the University of North Texas who has also recently published a book with a very interesting and relevant title to our subject matter: “Does Israel have a future?: the case for a post-Zionist state”. I have definitely added the book to my future reading list.

Give some of your time to watch the above referenced video material. I would highly recommend that you view them in the order in which they were presented, for they flow along a time continuum of past-present-future. They are also furnished by a Jew, a Christian and a Muslim in that order. Get to know how the Zionist movement stayed like an orphan for 37 years without a big time sponsor but it never relented until the wind started blowing into its sail. Appreciate the suffering that the Jews went through in Anti Semitic Europe and especially Tsarist Russia, the source of the fabricated “protocols of the elders of Zion” which many Arabs and Muslims unfortunately still hold to be true today, and learn how they dealt with their plight. Contemplate how perseverance pays off over the long run. All what we need are visionary sincere leaders and an abundance of determination, steadfastness and resolve. That is how the dreams of today become the realities of tomorrow.

Have faith my friends.


=============================

More useful resources on the subject that offer a better framework for understanding the Palestinian question:

Finkelstein vs. Dershowitz debate 2003

Chomsky vs. Dershowitz debate 2005

And note in the second how Chomsky considers the Geneva accord in 2002, which in essence was an attempt to nullify the Right of Return, as the ceiling for a resolution of the Palestinian question. The same can be found in Mearsheimer’s lecture in which he has no qualms about harshly denouncing Israeli practices yet not a word is mentioned about the Right of Return.